عُنق الرّحم هو الجزء السّفليّ من الرّحم، والذي يمتدّ قليلاً في المهبل. ومثل أيّ نسيج في الجسم، ونتيجةً لأسباب مُختلفة يُمكن أن يُصابعنق الرّحمبالالتهاب (بالإنجليزية: Cervicitis)؛ حيثُ يُمكن أن ينتج ذلك عن الإصابة بعدوى، أو تهيّج الخلايا التي تُبطن عنق الرحم، أو تعرضها للإصابة بجروح. وقد يكون التهاب عنق الرّحم إما مُزمناً؛ أي تستمرّ أعراضه لفترة طويلة من الزمن تُقدّر بعدّة أشهر، وإما حادّاً؛ أي تظهر أعراضه بشكل مُفاجئ وتستمرّ لفترات أقصر.
في الحقيقة، إنّ كثيراً من النّساء المُصابات بالتهاب عنق الرّحم لا تظر عليهنّ أي أعراض، ولكن يُمكن للأعراض التالية أن تظهر خاصّةً في حالات الالتهاب المُزمنة:
يمكن أن يؤدّي التهابعنق الرّحمالمُزمن إلى العديد من المُضاعفات؛ فقد ينتشر الالتهاب النّاتج عن العدوى في حال لم يتمّ علاجه إلى جميع أنحاء الجهاز التناسليّ، مؤديّاً إلى التهاببطانة الرحم(بالإنجليزية: Endometritis)، والتهاب قنوات فالوب (بالإنجليزية: Salpingitis)، والذي قد يؤدّي في نهاية المطاف إلى العُقم. كما تجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بالتهابات عُنق الرّحم أثناء الحمل، وخاصّةً تلك الناتجة عن عدوى الأمراض المنقولة جنسيّاً، يُمكن أن تؤثّر بشكل خطير في الجنين؛ ومثال ذلك إصابة عينيّ الطفل بالعدوى، والتي يمكن أن تؤدي في النّهاية إلى العمى، أو إصابته بالالتهاب الرّئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) النّاجم عن عدوى الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia) الموجودة في عنق الرحم وقت الولادة. ومن المُضاعفات المُحتملة أيضاً لالتهاب عنق الرّحم المُزمن أن تنتشر العدوى إلى أعضاء الحوض مُسبّبةً مرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، وهو مرض خطير يؤدّي إلى تكوّن التصاقات في قنوات الجهاز التّناسليّ العلويّة وانسدادها
"