ماهي أسماء الله الحسنى وصفاته.

الكاتب: حنان حوشان -
ماهي أسماء الله الحسنى وصفاته.

ماهي أسماء الله الحسنى وصفاته.

 

أسماء الله الحسنى وصفاته

 
إنّ تعلّم أسماء الله -سبحانه وتعالى- وصفاته العليا من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، يُعَّد من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنّه يُعين العبد على تعظيم ربّه وتقديسه، فقول الله سبحانه وتعالى: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها)،[] يدلّ على أنّه يُشرع للمسلم أن يتعرّف على أسماء الله الحسنى، حتى يدعوه بها، ويثني عليه بها، ويعمل بمقتضاها؛ ليدخل الجنة، وعليه العلم بأنّ الله -سبحانه وتعالى- القائل في كتابه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،[] أنّه كاملٌ في ذاته، وفي أسمائه، وصفاته، وأفعاله، ولا يشبه أحداً أو شيئاً من خلقه سبحانه، فلا شبيه له، ولا مكافِئ، ولا ندّ له، فرحمته ليست كرحمة البشر، وكذلك غضبه، وضحكه، وعلوّه ليس كالبشر، لكن ظهرت هناك فِرقٌ عطّلت أسماء الله وصفاته ونفتها، لكن أهل السنة والجماعة يضعون قواعد لإثبات أسماء الله الحسنى، منها ما يأتي:[]
 
القاعدة الأولى: إنّ أسماء الله -سبحانه وتعالى- توقيفيّة، فلا مجال لعقل الإنسان فيها، وينبغي الوقوف في أسماء الله -تعالى- على ما جاءت به النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، فهذا الباب لا مجال للاجتهاد فيه.
القاعدة الثانية: إنّ باب صفات الله تعالى أوسع من باب أسمائه جلّ في علاه؛ لأنّ أسماء الله -سبحانه وتعالى- يمكن أن يُشتَقّ منها صفاتٍ لله عزّ وجلّ، ولكن العكس لا يجوز إلا إذا كانت الأسماء الدالة عليها أسماء مدح، فمثلاً: الحكيم يشتق منه صفة الحكمة، ولكن صفة الكلام لا يُشتق منها اسم المتكلم لأنّه ليس من أسماء الله، لكن هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها كالعلم، والرحمة، لأنّها في نفسها صفات مدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدحٍ، فمن أسمائه: العليم، والرحيم.
القاعدة الثالثة: إنّ باب الإخبار عن الله -سبحانه وتعالى- أوسع من باب الأسماء والصفات، كالشيء الموجود، فإنّه يُخبَر به عنه، ولا يدخل في أسمائه وصفاته.
القاعدة الرابعة: إنّ أسماء الله -سبحانه وتعالى- كلّها حسنى، وقد وصفها الله بذلك في أربعة مواضع من القرآن الكريم، ومعنى الحسنى: مؤنَّث الأحسن، والمقصود المبالغة في الحسن، فهي أحسن الأسماء وأجلُّها، بسبب اشتمالها على أشرف المعاني وأحسنها.
القاعدة الخامسة: إنّ أسماء الله الحسنى غير محدّدةٍ بعددٍ معينٍ، وغير محصورةٍ، لأنّ هناك أسماء وصفات استأثر الله -سبحانه وتعالى- بها في علم الغيب عنده، ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: (أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو علَّمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك).[]
القاعدة السادسة: أنّ الإيمان بأسماء الله الحسنى يتضمّن الإيمان بثبوت ذلك الاسم لله سبحانه وتعالى، وما دَلّ عليه من الصفات وما تعلّق به من الآثار والحِكم.
 
 

إحصاء أسماء الله الحسنى وصفاته

 
ينبغي على المسلم أن يتعرّف على أسماء الله الحسنى ليتمكّن من دعائه بها، وقد قال النّبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لله تسعةً وتسعين اسماً من أَحصاها دخل الجنَّة)،[] ويكون إحصاؤها بما يأتي:[]
 
معرفة أسماء الله التسعة وتسعين لفظاً، وهي مذكورةٌ في القرآن الكريم والسنّة النّبوية.
فهم معاني أسماء الله الحسنى ومدلولاتها، فلا بدّ من معرفة معنى المؤمن، واللطيف، والحفيظ، ونحو ذلك.
العمل بأسماء الله الحسنى، فبعد أن يحفظها المؤمن، عليه أن يعمل بما فيها من المعاني، ويؤمن بآثارها، ويتلمّس هذه الآثار في الواقع.
 
 

الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته

 
دعاء العبد الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته يشمل نوعي الدعاء: دعاء العبادة، ودعاء المسألة، وعلى الداعي أن يدعو بالاسم الذي يناسب الأمر المطلوب، ومثال ذلك: أن يقول العبد يا توّاب تُب عليّ، يا رزّاق ارزقني، وهكذا، وهناك آثار تترتّب بدعاء الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته على النفس، منها:[]
 

كثرة الثناء على الله -تعالى- ومدحه.

 
الأثر الإيجابي على النفس، لأنّ دعاء الله بأسمائه وصفاته يجعل المؤمن يستشعر اليقين بالإجابة، وهذا اليقين سببٌ من أسباب إجابة الدعاء.
تحقيق العبودية والخضوع لله تعالى، والافتقار إليه سبحانه؛ لأنّ العبادة كلها تجتمع في الدعاء.
تعظيم الله تعالى، والخوف منه، والرجاء له، فالمؤمن الذي يعلم بأنَّ الله -تعالى- حليمٌ، وكريمٌ، وفي المقابل أنّه يبطش، ويمكر، وهو شديد العقاب، وأنّه لا يُعجزه شيء، وهو -سبحانه وتعالى- يسمع، ويُبصر، كل هذا يزيده تعظيماً لله تعالى، وخضوعاً له، وخوفاً منه، ورجاءً له.
استصغار المسلم للمخلوق، بمعنى أنّه بعد أن يعلم أسماء الله وصفاته، ويدعوه بها، يعلم أنّ كل شيءٍ مخلوقٍ لا يُساوي شيئاً أمام عظمة الخالق سبحانه وتعالى، فلا يتوجّه لدعاء المخلوقين الذي حذر منه الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم.
مُسارعة المؤمن إلى التوبة؛ لأنّه عندما يعلم بأنّ من أسماء الله الحسنى، التواب والرحيم، ويتأمّلها، فإنّه سرعان ما يتوب إلى الله تعالى، ويُقبِل عليه، ويعلم أنّ الله -تعالى- سيقبَل توبته.
عدم تجرّؤ المؤمن على المعصية، لأنّه عندما يعلم أنّ من أسماء الله الحسنى السميع، فلا يجرأ على الذنوب والمعاصي.
ومن الجدير بالذكر أنّ من دعا باسم الله الأعظم حريٌّ أن يُستجاب له، وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أنّ اسم الله الأعظم هو: الحي القيوم، وهو موجودٌ في أعظم آيةٍ في كتاب الله، وهي؛ آية الكرسي، وفي فواتح سورة آل عمران، لاشتمالهما على صفة الحياة المصحّحة لجميع الصفات، وصفة القيوميّة الجامعة لجميع الأفعال، وهناك أقوال كثيرة للعلماء غير ذلك الاسم.
 
 
 

تسمية المخلوق بأسماء الله الحسنى وصفاته

 
إنّ لتسمية المخلوق بأسماء الله الحسنى وجهان:[]
 
أما الوجه الأول فهو على قسمين:
القسم الأول: أن يُحلَّى الاسم بـأل التعريف، وفي هذه الحالة لا يُسمَّى به غير الله سبحانه وتعالى، مثال ذلك: أن يُسمّي أحدهم ولده بالعزيز، أو السيد، أو الحكيم، وما إلى ذلك، فلا يجوز؛ لأنّ أل التعريف تدل على الأصل.
القسم الثاني: إذا لم يبدأ الاسم بأل التعريف، ولكن قُصد به معنى الصفة، فإنّه لا يُسمّى به غير الله تعالى، لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- غيَّر كُنيَة أبي الحكم التي تكنَّى بها، لأنّ أصحابه كانو يتحاكمون إليه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله هو الحكمُ، وإليه الحكمُ)،[ ثم كنّاه بأكبر أولاده شُريح.
أما الوجه الثاني فهو أن لا يُقصد بالاسم الصفة، ولا يُبدأ بأل التعريف، فهذا لا بأس به، مثل أن يُسمّى الابن باسم: حكيم، كريم، عزيز.
 
 
شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook