يمكن تعريف التيفوئيد (بالإنجليزيّة: Typhoid) على أنّه عدوى بكتيريّة تُسبّب ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة مع مشاكل على مستوىالجهاز الهضميّ، وتُسمّى البكتيريا المُسبّبة للمرض السالمونيلا التيفيّة (باللاتينيّة:Salmonella typhi)، وينتقلالمرضبين الأفراد عن طريق الطعام والشراب الملوّث، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه البكتيريا لا تنتقل إلا من إنسان إلى آخر، إذ لا تحملها الحيوانات. ويعدّ مرض التيفوئيد أكثر انتشاراً في البلدان التي يتدنّى فيها مستوى النظافة، وتجدر الإشارة إلى أنّ ترك المريض دون علاج يتسبّب بوفاته، فقد وُجد أنّ نسبة الوفيات في حال ترك المصابين دون علاج تُقدّر بما يقارب 20%، بينما تنخفض هذه النسبة بشكل كبير لتصل إلى 4% في حال خضع المصابون للعلاج.
فيما يلي أهمّ الإجراءات المُتبعة لعلاج التيفوئيد:
تظهرأعراض حمّى التيفوئيدبعد انقضاء فترة حضانة المرض التي تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، بينما تُقدّر فترة المرض كاملة بما يقارب ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وغالباً ما يشعر المصاب بالتحسن خلال الأسبوع الثالث أو الرابع من المرض في حال عدم حدوث أيّة مضاعفات، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض المصابين يُعانون من عودة ظهور المرض بعد تحسّنهم بأسبوع أو اثنين، وخاصّة أولئك الذين خضعوا للعلاج بالمضادات الحيوية. ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأفراد يكونوا حاملين للمرض دون أن يُعانوا من أعراض واضحة ويُمكن أن ينقلوا المرض للآخرين ويتسبّبوا بتفشّي المرض من جديد.
وأهمّالأعراض المصاحبة لمرض التيفوئيدما يأتي:
تنتقل بكتيريا السالمونيلا التيفيّة المُسبّبة للتيفوئيد بين الأفراد عن طريق تناول الطعام والشراب الملوّث ببراز الفرد المُصاب؛ إذ إنّ تلوّث الماء بالبراز الذي يحتوي على كميّة كبيرة من هذه البكتيريا يتسبب بتلويث الطعام من جهة، فتصل إلى الإنسان مُسبّبة المرض، ومن جهة أخرى يتسبب شرب هذه المياه بمعاناة المصاب من هذا المرض أيضاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ بكتيريا السالمونيلا التيفيّة يُمكنها البقاء حيّة لعدّة أسابيع في المياه. في الحقيقة بعد دخول البكتيريا للجسم عبر الفم، فإنّها تعيش داخل الأمعاء لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، لتخرج بعدها عن طريق جدار الأمعاء لتدخل إلى مجرى الدم، ثم لتنتقل إلى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة؛ حيث تصل عن طريق خلايا الدم البيضاء للكبد،والطحال، كما تصل لنخاع العظم وتتضاعف، وتُهاجم بكتيريا السالمونيلا التيفيّة الجهاز الصفراوي، والمرارة، والأنسجة اللمفاويّة في منطقة الأمعاء. ومن الجدير بالذكر أنّ تأثيرالجهاز المناعيضدّ هذه البكتيريا يكون ضعيفاً وذلك لأنّها يُمكن أن تعيش بأمان داخل خلايا المُصاب.
حتى يقوم الطبيب المختصبتشخيص مرض التيفوئيد، يحتاج إلى معرفة الأعراض التي يُعاني منها المصاب، بالإضافة إلى تاريخه الصحيّ، والأماكن التي سافر إليها مُؤخّراً، بالإضافة إلى الفحوصات المخبريّة التي تُؤكّد وجودالسالمونيلا التيفيّةفي عيّنة من سوائل الجسم أو بعض أنسجته مثل الدم، أو البراز، أو البول، أو نخاع العظم، ثمّ زراعتها في بيئة مخصّصة لتحفيز نموّ البكتيريا، ثم يتم فحصها تحت المِجهر. وفي بعض الأحيان قد يكون هناك ضرورة لإجراء فحوصات أخرى مثل؛ فحص نوع الأجسام المضادّة الموجودة في الدم، وفحص وجود المادّة الوراثيّة النوويّة للتيفوئيد في الدم.
يُعدّ العيش في الدول النامية مثل جنوب آسيا، وشرق آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينيّة، ومنطقة البحر الكاريبي من أهمّ العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بحمّى التيفوئيد. كما تُعتبر الأماكن المكتظّة بالسكان والتي يُعاني أهلها من سوء الحالة الصحيّة وقلّة النظافة وضعف تعقيم المأكولات مُعرّضةلانتشار وباء التيفوئيد. بالإضافة إلى أنّ الترحال والتنقّل من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية دون أخذ المطعوم المُخصّص للتيفوئيد يزيد من فرصة الإصابة بحمّى التيفوئيد.
يُوصى بأخذ لقاح التيفوئيد قبل السفر إلى الدول التي يزداد فيها خطر الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة عند تناول الطعام والشراب، وبما يتعلق بالمطعوم؛ يجدر التنبيه إلى عدم إعطائه للأشخاص في الأوقات التي يُعانون فيها من الأمراض، وكذلك لمن هم دون السادسة من العمر. وتجدر الإشارة إلى احتمالية ظهور آثار جانبيّة للمطعوم مثل الحمّى، إلّا أنّ هذه الآثار لا تكون خطيرة. وفي الحقيقة هناك شكلان أساسيان لهذا المطعوم، وفيما يأتي بيانها:
توجد مجموعة من الإجراءات التي يُنصح القيام بها بهدف تقليل فرصة الإصابة بعدوى التيفوئيد، وخاصّة خلال السفر، ونذكر منها ما يأتي:
"