يُصاب الإنسانُ أحياناً بما يُعرفُ بالحساسيّة التي يمكنُ وصفها أنّها عبارة عن تفاعلاتٍ غير طبيعيّة يتعرّض لها جسم الشّخص بفعلِ تأثيرِ مادّةٍ مُعيّنةٍ ، وقد تتسبّب الحساسيّة نظراً لتعرّض الجسمِ لهذه المادّةِ لأولِ مرّةٍ ما يجعلُها غريبةً عليه، فتزيدُ من حساسيّته، وتتفاعلُ الأجسامُ المُضادّةِ داخل جسمِ الإنسانِ ضدّها بشدّة، ومثال على هذه الحساسيّة: دواء البنسلين، والكحول، والعطور، وغيرها.
المتعارفُ أنَّ الحساسيّةَ لا تُصيبُ جميعَ الأجسامِ؛ بل إنّها تختلفُ من جسمٍ لآخر، وتتفاوتُ في شِدّتها أيضاً، فقد تكونُ طبيعةُ الجسمِ حسّاسةً تجعلُه مُصاباً بفرطِ الحساسيّة بشكلٍ شبهِ دائمٍ تقريباً، كما يُمكن وصفُ الحساسيّةِ بأنّها ردّة فعلٍ يُبدِيها الجهازُ المناعيّ في جسمِ الإنسانِ نتيجةَ تَعرّضِهِ لموادٍ غريبةٍ، مثل: السّمِ، ووَبْرِ الحيواناتِ.
يقومُ جهازُ المناعةِ في جسمِ الإنسانِ بإنتاجِ بروتين خاص للتصدّي للأجسامِ الغريبةِ التي تصادفُ الجسم، ويُطلَق على هذا البروتين الجسم المضاد (- Antibody .IgE). تقومُ الأجسامِ المُضادّة بمنع دخولِ الأجسامِ الغريبةِ؛ لأنّها من الممكنِ أن تُسبّبَ الأمراضَ في حالِ دخولهِا إلى الجِسم. كما تقومُ الأجسامُ المُضادّة التي تمّ إنتاجُها بالعمل على تحديد نوع المادّة المُسبّبة للحساسيّة (Allergen)، وتبدأ مرحلةُ القضاءِ عليها باعتبارها ضارةً للإنسان، مع احتمالية أن تكون أجساماً غير ضارّة، فتعملُ هذه الأجسامُ خلالَ مقاومتِها الجسم الغريب على إفرازِ الهيستامين لمساندتِها في مقاومتِه، ويكونُ هذا سبب ظهورِ الحساسيّة وأعراضِها.
تتفاوتُ أعراضُ الحساسيّةِ بالظّهورِ من شخصٍ لآخر، وبشكلٍ عام تظهرُ الأعراضُ على النّحوِ الآتي: