تضخم البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic Enlargement) هو حالة تتمثل بزيادة حجم البنكرياس عن الحجم الطبيعيّ،والبنكرياس هو عضو بحجم اليد،يقع في الجزء العلوي من البطن، ويساعد في عملية هضم الطعام بواسطة الإنزيمات (بالإنجليزية: Enzymes) التي تعبر من خلايا البنكرياس إلى الأمعاء، بالإضافة إلى أهميته في تنظيم مستويات السكر في الدم؛ وذلك لأنّ البنكرياس يُصنّع هرمونيالإنسولينوالجلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon)
قد يكون تضخم البنكرياس أمرًا عاديًا لا يستدعي القلق، وقد يكون في حالات أخرى خللًا تشريحيًّا، وقد يُعزى لأسباب أخرى تتطلب العلاج، وسنقف على ذلك تفصيلًا.
يحدثالتهاب البنكرياس(بالإنجليزية: Pancreatitis) عندما تصبح الإنزيمات في البنكرياس نشطة للغاية، مما ينتج عنه تندّب أو تآكل الأنسجة، وذلك يؤثر على حجم البنكرياس،وفي الحقيقة فإنه يوجد أكثر من نوع لالتهاب البنكرياس، وتشمل:
تُعد أكياس البنكرياس الكاذبة (بالإنجليزية: Pancreatic pseudocyst) إحدى المضاعفات الشائعة لالتهاب البنكرياس المزمن، وتتمثل بظهور أكياس في البطن تحتوي على إنزيمات البنكرياس، ودم، وأنسجة ميتة، ويُشار إلى أنّ أغلب كتل البنكرياس هي من هذا النوع.
قد تتطور أكياس البنكرياس الكاذبة أو التهاب البنكرياس الشديد أو عدوى البنكرياس البكتيرية إلى ظهور خراج البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic Abscess)، وهو تجمع الصديد في منطقة داخل البنكرياس، وفي الحقيقة قد تظهر كتلة في البطن كأحد أعراض خراج البنكرياس.
قد تظهر أورام في البنكرياس، وقد تكون الأورام حميدة أو خبيثة، ومن الأمثلة على أورام البنكرياس الحميدة الورم الغدي الكيسي (بالإنجليزية: Cystadenoma)،وأما الأورام الخبيثة فتُعرفبسرطان البنكرياس، وتتمثل الأورام بنمو الخلايا بصورة غير طبيعية في أحد أجزاء البنكرياس، الأمر الذي يُعيقه عن القيام بوظائفه.
يجدر الذكر أنّ تضخم البنكرياس الناجم عن الأورام قد يكون بؤريًا يقتصر على جزء محدد وقد يكون منتشرًا، ويعد التضخم البؤري أكثر شيوعًا، ويتمثل عادةً في جسم البنكرياس وذيله، أما التضخم المنتشر فهو ينتج عادةً من التهاب البنكرياس الناجم عن الأورام.
قد تختلف علامات وأعراض تضخم البنكرياس باختلاف سببها الرئيسي، فمثلًا قد يعاني المصاب في حال التهاب البنكرياس من الشعور بالألم في أعلى البطن، وقد ينتشر الألم إلى الظهر، ويزداد سوءًا عند تناول الطعام والشراب، وفي بعض حالات تضخم البنكرياس قد لا يشعر المصاب بأي أعراض، أو قد تكون أعراضه بسيطة، كما هو الحال في المراحل الأولى من سرطان البنكرياس، لكن ينصح بضرورة مراجعة الطبيب في حال ملاحظة الأعراض التالية التي قد ترتبط مع الإصابة بتضخم البنكرياس:
يبدأ الطبيب بتشخيص الإصابة بتضخم البنكرياس بسؤال الشخص المعنيّ عن حالته الصحية، وإجراء الفحص البدني، بالإضافة للإجراءات التشخيصية التالية:
يعتمد علاج تضخم البنكرياس على السبب الرئيسي لحدوثه،وفيما يأتي توضيح ذلك:
يهدف علاج التهاب البنكرياس الحاد إلى السيطرة على الالتهاب، ثم علاج السبب الكامن وراء حدوثه، إذ يبدأ العلاج بدايةً في المستشفى بصيام المصاب عن تناول الطعام والشراب، وتقديم الأدوية المسكنة للألم، والسوائل وريديًا، ثم يُعالج الطبيب سبب الالتهاب؛ فمثلًا قد يلجأ الطبيب للإجراء الجراحي لتصريف السوائل من البنكرياس أو للتخلص من الأنسجة المُصابة، وقد تُجرى عملية جراحية لحل مشكلة انسداد القناة الصفراوية، أو عملية جراحية للمرارة، أما في حال كان سبب التهاب البنكرياس الحادّ هو الإدمان على شربالكحول، فإن الطبيب يبدأ بعلاج هذا الإدمان ضمن خطة علاجية مناسبة.
يتضمن علاج التهاب البنكرياس المزمن ما يأتي:
يمكن علاج أكياس البنكرياس الكاذبة بعدة طرق، ويختار الطبيب من بينها بحسب حالة المصاب، ومن الخيارات العلاجية ما يأتي:
يتمثل علاج خراج البنكرياس بتصريف الخراج، وقد يكون ذلك عبر الجلد بواسطة التنظير الداخلي، أو التنظير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Endoscopic ultrasound)، وفي كثير من الأحيان يلجأ الطبيب لتصريف الخراج والأنسجة الميتة بعملية جراحية.
يحدد الطبيب بدايةً نوع ورم البنكرياس لدى المصاب، ويضع الخطة العلاجية بناءً على مرحلة الورم والصحة العامة للمريض، وعادة ما تستجيب الأورام الحميدة للعلاج جيدًا وتكون نسبة التعافي منها مرتفعة، ومن الخيارات العلاجية لأورام البنكرياس: الجراحة،والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، وقد يُستخدم أكثر من علاج لنفس الحالة.
"