وهو تشوّه نادر في عظام الصدر يصيب الأطفال ويتسبب في دفع عظمة من القفص الصدري إلى الخارج، ويُعرف أيضًا باسم صدر الحمامة، وفي بعض الأحيان لا يكون التشوّه ملحوظًا إلا بعد أن يصبح الطفل مراهقًا، وبالنسبة لمعظم الأطفال والمراهقين، فإنّ المشكلة الرئيسة في حدوث بروز في القفص الصدري هي الشكل الظاهر والمحرج غالبًا، ويمكن أن يواجه البعض أيضًا ضيقًا في التنفس، وخاصةً أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ويعدّ التدخّل الجراحي هو الخيار الأفضل للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، ويمكن استخدام الدّعامة أو المشد للمساعدة في تعديل عظام الصدر لدى الأطفال الذين لا تزال عظامهم في طور النمو، وسيتحدّث هذا المقال عن طرق أسباب وتشخيص وعلاج بروز القفص الصدري ومضاعفاته المحتملة.
قبل الحديث عن طرق علاج بروز القفص الصدري وتشخيصه وعلاجه، من الضروري الحديث عن أسباب الإصابة بهذه الحالة المرضية، وفي الواقع إنّه يكون ناتجًا عن نموّ غير طبيعي للغضاريف التي تربط ضلوع أو أضلاع الصدر، كما أنّ السبب الدقيق لا يزال غير معروفًا عند الكثير من الأطفال، ويمكن أن تنتقل هذه الحالة من جيل إلى آخر بالوراثة، ولذلك قد تكون العوامل الوراثية عوامل خطر للإصابة بهذا المرض، وتحدث هذه الحالة في كثير من الأحيان عند الأشخاص الذين لديهم ظروف وراثية محدّدة، أي يكونوا معرضين للإصابة بالمرض أكثر من غيرهم، وتشمل هذه الظروف ما يأتي:
يلجأ الأطباء قبل تحديد طرق علاج بروز القفص الصدري إلى الإجراءات التشخيصية التي تحدّد المشكلة بدقّة، ولتشخيص هذه الحالة المرضية، سيحتاج الطبيب إلى فحص كيفية نمو عظمة الصدر، وللقيام بذلك من المحتمل أن يطلب إجراء التصويربالأشعة السينيةللصدر، كما وقد يطلب الطبيب أيضًا إجراء اختبارات وظائف الرئة إذا كانت الحالة تسببكضيق التنفس، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرتبطة بالقلب أيضًا إلى إجراء مخطط كهربية القلب، كما يمكن أن يساعد التصوير بالأشعة المقطعية أو التصويربالرنين المغناطيسيالأطباء في الحالات الأكثر خطورةً.
وإذا كان الطبيب سيقوم بالجراحة كشكل من أشكال علاج بروز القفص الصدري، فإن اختبارات التصوير تلك يمكن أن تساعد في التخطيط للعملية، واعتمادًا على مظهر البروز، قد يقرر الأطباء أيضًا إجراء اختبارات للحالات ذات الصلة، مثل انحراف العمود الفقري وأمراض القلب الخلقية ومتلازمة مارفان، وإذا كان المصاب لا يزال طفلًا، فقد يقرر الطبيب الانتظار قبل اتخاذ أي قرار بشأن علاج بروز القفص الصدري.
بعد القيام بتشخيص المريض وتحديد الأسباب ودرجة البروز، يمكن تحديد الطريقة الأمثل للعلاج، وهناك طريقتين من أجل علاج بروز القفص الصدري إحداهما تعتمد على تقوية أو تمتين أو دعم عظام القفص الصدري والأخرى تتم بالجراحة، وسيتم تفصيلهما كالآتي:
بعد الحديث عن طرق علاج بروز القفص الصدري ومعرفة الخيارات العلاجية المستخدمة لتصحيح هذه الحالة، من الضروري الحديث عن مضاعفات العمل الجراحي الذي يتم استخدامه لتصحيح بروز القفص الصدري، حيث أنّ العملية الجراحية لإصلاح هذه الحالة المرضية، مثل العمليات الجراحية الواسعة الأخرى لها مخاطر معينة، وفي حين أن تقنية رافيتش لتصحيح عظام القفص الصدري آمنة وفعّالة، إلّا أنّها يمكن أن تُحدث بعض المضاعفات التي قد تعدّ خطيرة في بعض الحالات، وسيتم ذكر مضاعفات عملية تصحيح بروز القفص الصدري على الشكل الآتي:
أمّا بالنسبة للطريقة الأخرى من طرق علاج بروز القفص الصدري وهي دعم عظام القفص الصدري باستخدام دعامة أو مشد خاص بهذه الحالة المرضية تعدّ هذه الطريقة آمنة جدًا وفعّالة في بعض حالات بروز القفص الصدري، ومع ذلك، قد يعاني عدد قليل من الأشخاص المرضى من تهيّج أو انهيار في الجلد في المنطقة التي تتلامس فيها الدعامة أو المشد مع الجلد، كما ويتم تعليم المرضى أو الشخص المسؤول عن المريض إذا كان طفلًا، عن الظرف الذي يجب فيه التوقّف عن استخدام الدعامة أو المشد، ويكون عند أول علامة على حدوث تهيج أو حساسية في الجلد، ثم يُطلب من المرضى العودة إلى عيادة الطبيب حتى يتمكّن من ضبط الدعامة من جديد.