الحبل السري هو عبارة عن قناة تصل بين رحم الأم والجنين، وهو مسؤول عن إيصال كل من الغذاء والأكسجين إليه، كما يشكل نظام دعم للطفل حديث الولادة حيث إنّه لا يأخذ أنفاسه عن طريق الفم والأنف لمدّة دقيقتين من ولادته لهذا لا يتمّ قطعه فور الولادة، وبسبب ضيق مساحة الرحم التي ينمو بها الجنين قد يلتف الحبل السري حول رقبته، وهذا هو أحد الأمور التي تخاف الأمهات منها عند الولادة فمجرد التفكير أنّ الجنين قد يُخنق بالحبل السري هو سببٌ للكثير من القلق.
إنّ الارتباط بين الأم والجنين يحدث بسبب الحبل السري، فالحبل السري هو مصدر الدم ويوفّر أيضاً إمدادات أُخرى إليه لأنه غير قادر على التنفس من تلقاء نفسه، وأهميته تكمن أيضاً بإيصاله لجميع العناصر الغذائية والسعرات الحرارية والبروتينات والدهون والفيتامينات من الأم إلى الجنين، وهو مسؤول أيضاً عن حمل المخلفات والدم غير المؤكسج إلى جسم الأم حيث يتمّ إنتاج النفايات وتفرزها لخارج الجسم.
حوالي ثلث مجموع الولادات، يكون الحبل السري فيها ملتفاً حول رقبة الجنين، وذلك بسبب تحرّك الجنين حوله في الرحم، عادةً حالة الحبل السري الملتف حول رقبة الجنين لا يتم تشخيصها ولن يشتبه بها كذلك قبل الولادة إلا في حالة إجراء فحوصات خاصّة، وحتى إن لم يتم الكشف عنها فإنّ أضرارها على الجنين نادرة وليست خطيرة، ونسبة حدوث هذه الحالة لا تتجاوز الكثير، ويعود السبب في ذلك حسب اعتقاد البعض إلى حركة الأم، ولكن السبب الصحيح يكمن في حركة الجنين داخل الرحم.
الحبل السري مغطى بمادة لزجة تجعل الجنين متحكماً في حركته حتى بعد التفافه حول رقبته مما يمكّنه من تخليص نفسه، ولكن في بعض الحالات يكون الحبل السري قصيراً مما يجعل الجنين يعاني من صعوبة تحرير نفسه وهذا يؤدي إلى اختناقه وعدم تزويد الدماغ والقلب بما يكفي من الأكسجين الأمر الذي يؤدي إلى موته.
إن التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين لا يشكل أي خطورة أثناء وجوده في الرحم إلى في حالة كونه قصيراً؛ فالجنين يتنفس منه، ولكن تزداد الخطورة عند الولادة وقطع الحبل السري فمن الممكن أن يصاب الجنين بالاختناق أثناء ذلك أو بعد الولادة مباشرةً؛ ولذلك يجب إجراء فحوصات عديدة قبل الولادة للتأكد من نبض الجنين وتقييم وضع الأم وقدرة تحملها ومدى الحاجة للقيام بعملية قيصرية.
"
العربية
