يمكن تعريفالهرموناتعلى أنّها تلك الرسائل الكيميائيّة التي يتمّ إفرازها لتحفّز حدوث بعض التغيّرات الضروريّة في الجسم، ويُعدّ هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) الهرمون الذكري الذي يتم إنتاجه بشكل أساسي من خلايا لايديغ البينية (بالإنجليزية: Leydig-cells) التي توجد في الخصيتين، والذي يلعب دوراً مهمّاً في تطوّر وإنضاج الحيوانات المنويّة، وفي الحقيقة يتمّ التحكّم في مستويات هذا الهرمون عن طريق الدماغوالغدّة النخاميّة، إذ إنّه ينتقل بعد تكوينه خلال الدم ليقوم بعمله ووظائفه الأساسية في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ انخفاض نسبة هرمونالتستوستيرونتُعدّ من المشاكل الشائعة في الوقت الراهن، حيثُ إنّ الوصفات التي يتمّ صرفها لمكمّلات التستوستيرون قد ازدادت بما يقارب خمسة أضعاف منذ عام 2012.
يلعب هرمون التستوستيرون دوراً هامّاً وأساسيّاً في أجسام الذكور، حيث يسهم هذا الهرمون في تنظيم عملية النضوج الجنسيّ والقدرة على التكاثر، بالإضافة إلى أهميّته في الحفاظ على الصحّة الجسدية، ومن أهم الأمور التي يسهم هذا الهرمون في ظهورها وتطوّرها فيمرحلة البلوغما يلي:
وفي الفترة التي تلي مرحلة البلوغ، يلعب هرمون التستوستيرون دوراً هامّاً أيضاً في تنظيم بعض وظائف الجسم، ويمكن أن نذكر بعض منها على النحو الآتي:
في الحقيقة يلعب هرمون التستوستيرون دوراً هامّاً في تطوّر الجهاز التناسليّ الذكريّ للجنين، بالإضافة إلى ذلك فهو يسهم في تطوّر السلوكيات الذكوريّة، وتجدر الإشارة إلى أهميّة بقاء نسبة هذا الهرمون ضمن معدّلاتها الطبيعيّة في الجسم، وذلك لأنّ حدوث أي اضطراب في مستواه خلال هذه الفترة من عمر الجنين قد يؤثّر في صحّة الدماغ، فانخفاض مستواه عن المعدّل الطبيعي في الجسم قد يتسبّب بزيادة خطر التعرّضلمرض ألزهايمر(بالإنجليزية: Alzheimer's disease) في فترة لاحقة، أمّا ارتفاع نسبته عن المعدّل الطبيعي فقد تؤدّي إلى زيادة خطر الإصابة بمرضالتوحّد(بالإنجليزية: Autism).
بالرغم من أنّ هرمون التستوستيرون يُعدّ منالهرمونات الذكوريّة، إلاّ أنّ وجوده بنسب محدودة في جسم الأنثى ضروري لقيامه بعدّة مهام، فهو الهرمون الذي يسهم في زيادة الرغبة الجنسيّة، بالإضافة إلى ذلك فهو يلعب دوراً هامّاً في الحفاظ على الكثافة العظميّة، وقوة العضلات عند الإناث.
يتراوح المعدّل الطبيعيّ لهرمون التستوستيرون عند الذكور بين 280-1100 نانوغرام لكل ديسيلتر، فنجد أنّ ارتفاع نسبة هذا الهرمون عن معدّله الطبيعي عند الذكور قد يحفّز حدوث البلوغ المبكّر قبل عمر التسع سنوات، بينما يتسبّب انخفاضه عند الذكور بانخفاض الرغبة الجنسيّة لديهم والإصابة بضعف في الانتصاب، بالإضافة إلى أنّه قد يتسبّب في انخفاض عددالحيوانات المنويّة، وتضخّم الثدي وانتفاخه، ومع الوقت قد تبدأ مجموعة من الأعراض بالظهور على الشخص، حيث يعاني من نقص في الكتلة العضليّة، وفقدان القوة، وزيادة كمية دهون الجسم، بالإضافة إلى زيادة تساقط شعر الجسم، ويحدث هذا الانخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون عند الذكور لعدّة أسباب، نذكر منها ما يلي:
قد يتسبّب انخفاض نسبة هرمون التستوستيرون لدى النساء إلى حدوث نقصان في الرغبة الجنسيّة لديهن، كما ويؤدّي إلى الشعور بالتعب، وزيادة خطر انخفاض كثافة العظام، والإصابة بمرضهشاشة العظام، وزيادة قابلية تعرّضها للكسور، أمّا بالنسبة لارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون في جسم الأنثى، فهو يحدث غالباً بعد دخولها مرحلة سن اليأس، حيث يرافق هذه الفترة انخفاض في نسبة هرمون الإستروجين، وقد يحدث ارتفاع في نسبة هذا الهرمون عند النساء أيضاً قبل الدخول في مرحلة سنّ اليأس، وقد يؤدي إلى الإصابةبمتلازمة تكيّس المبايض(بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، والتي بدورها تؤدي إلى الإصابة ببعض المشاكل الصحيّة أيضاً، وفي ما يلي بيان لبعض المشاكل الصحيّة الأخرى التي قد تحدث نتيجة ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون لدى النساء:
"