لقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تدلّ على مشروعية وواجب أداء الزكاة وإقامة حقها على الغني المقتدر، ومن ذلك ما ورد في سورة المعارج، حيث يقول سبحانه وتعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"، كما ويقول في سورة المؤمنين: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ". كما وقد كانت من شروط الميثاق بين الله جلّ وعلا وبني اسرائيل كما في قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ". وأداء الزكاة واجب على كل مسلم مقتدر، وقد اقترن أداؤها دائماً في الصلاة في أكثر من ثمانين آية قرآنية، للدلالة على أهميّة أدائها.
للزكاة فوائد كثيرة تعود على المجتمع ككلّ بالنفع والفائدة، ومن فائدتها أنّها:
لو ربطنا بين من تجب لهم الزكاة وفوائد الزكاة وتأثيرها على الفرد والمجتمع ككلّ، لوجدنا أنّ الزكاة تجب على نوعين من الناس، أشخاص يحتاجون إلى إخوتهم المسلمين ليساندوهم في هذه الحياة الصعبة، ومنهم من تجب عليه الزكاة يحتاج إليهم المسلمين، وأقصد بذلك المؤلفة قلوبهم، والمجاهدين في سبيل الله، فالمؤلفة قلوبهم هم كما ذكرت من نريد أن نحببهم في الإسلام، وقد يكونوا زعماء أو شيوخ مؤثرين على الكثير من الناس التابعين لهم، وهذا بدوره له تأثير كبير جداً، وكذلك المجاهدون فإنّهم من يعزّ الإسلام ويدافع عن حماه، فنعطيه الزكاة ليتفرّغ لحماية المسلمين من كلّ شرّ وأذى.
موسوعة موضوع