الرضاعة الطبيعية هي الطريقة المُثلى والطبيعية لتغذية الرضيع، حيث توفر له كل ما يحتاجه من المواد الغذائية خلال الفترة الأولى من حياته، وتسد جوعه وعطشه، وتساعد على توطيد العلاقة العاطفية والمحبة ما بين الأم وطفلها، كما ويساعد حليب الثدي على زيادة مقاومة الطفل للعدوى حتى عندما يكبر، فهو يحتوي على مجموعة من العوامل التي تحمي الطفل بينما يزال جهازه المناعي قيد التطور، كما وتقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة وما بعدها، وتساعد على نمو وتطورالدماغ، والعينين، وأنظمة الجسم المختلفة، كما يساعد الجزء الذي يقوم به الطفل من عملية الرضاعة على نمو الفكين لديه.
تشير الدراسات إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تساعد على تحسين صحة الأطفال الرضع وصحة الأمهات أيضًا، حيث تقوي الرضاعة الطبيعية المرأة جسديًا وعاطفيًا أثناء إرضاع طفلها، فقد وُجد أنّ إنتاج هذاالحليبوإرضاعه للطفل يدعم صحتها، بالإضافة إلى تغذية الطفل الرضيع.
تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط بين الأم وطفلها، حيث إنّ إطلاق الهرمونات في جسم الأم أثناء الرضاعة يزيد من رابطة الأمومة، حيث إنّ قدرة المرأة على إنتاج حليب يحتوي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلها يمكن أن يمنحها شعورًا بالثقة، بالإضافة إلى أنّ حمل الطفل باتجاه ثدييها يمنح معظم الأمهات تجربة نفسية أقوى من حملالجنينداخل الرحم، والعلاقة بين الأم والطفل تزيد وتتأصل أثناء الرضاعة الطبيعية، وبالتالي تتحسن الصحة العاطفية للأم، وتقل مشاعر القلق، وتزيد مشاعر الاتصال ما بين الأم وطفلها، وهذا الشعور يقوي أسس الصحة الجسدية والنفسية للسنوات القادمة لكليهما، ويجدر الإشارة إلى أنّ هناك رابط ما بين تعليم الزوجين ودعمهما في كيفية التعامل مع الصعوبات الشائعة وارتفاع معدلات الرضاعة الطبيعية، كما أنّ دعم الأم أثناء الرضاعة الطبيعية يمكن أن يساعد على توطيد الروابط العائلية وبناء رابطة أبوية بين الأب والطفل.
أثناء الرضاعة الطبيعية يتم إفراز بعض الهرمونات الجيدة مثل: هرمونالبرولاكتين(بالإنجليزية: Prolactin) الذي يزيد الإحساس بالسلام، والذي من شأنه أن يساعد الأم على الاسترخاء والتركيز على رضيعها، كذلك يتم إفراز هرمون الاكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يعزز الشعور القوي بالحب والترابط ما بين الأم ورضيعها، ولذلك تشعر العديد من الأمهات بالفرح والرضا من المشاركة العاطفية والجسدية مع أطفالهم أثناء الرضاعة، وقد تكون هذه المشاعر الإيجابية إحدى الأسباب التي تجعل الكثير من النساء اللواتي قمن بإرضاع طفلهم الأول بإرضاع الأطفال الذين يتبعونه فيما بعد، ويجدر التنويه إلى أنّ المرضعة قد تشعر ببعض الانقباضات الخفيفة أثناء الرضاعة وذلك في الأسابيع القليلة الأولى من الولادة، بسبب تقلص الرحم إلى حجم ما قبل الحمل.
تصل عدد السعرات التي يتم حرقها أثناء الرضاعة الطبيعية وشفط الحليب إلى 500 سعر حراري يوميًا، وذلك يعادل ركوب الدراجة لمدة ساعة تقريبًا، وهذا من شأنه أن يساعد على التخلص من أي وزن زائد تكتسبه الأم أثناءالحمل، ولكي تفقد الأم الوزن الزائد عليها التحلي بالصبر لإنّه في الغالب سيستغرق ذلك بعض الوقت، لأجل ذلك يجب الاستمرار بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر للحصول على نتيجة جيدة من فقدان الوزن.
تمنح الرضاعة الطبيعية وسيلة حماية طبيعية لمنع الحمل، إلّا أنّه ومن المسلم به أنّ الرضاعة الطبيعية لا تُعد وسيلة موثوقة لمنع الحمل مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى كحبوب منع الحمل، وهناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها لكي تمنع الرضاعة الطبيعية عمليةالتبويضوالحمل مثل: الإرضاع على الأقل مرة كل أربع ساعات خلال الليل والنهار، وعدم إعطاء الطفل أي رضاعة صناعية، وألا تكون الدورة الشهرية قد عادت من بعد الولادة، ويجب أن تبدأ الأم بالرضاعة الطبيعية خلال أقل من ستة أشهر من بعد الولادة، ومن الجدير بالذكر أنّ الرضاعة الطبيعية الليلية هي أكثر وسيلة مهمة لانقطاع الحيض الإرضاعي (بالإنجليزية: Lactational amenorrhea)، ولأجل ذلك يجب عدم السماح للطفل بالاستغراق في النوم أثناء إرضاعه خلال الليل، لإنّ ذلك هو السبب الرئيسي المسؤول عن عودة الإباضة مجددًا، كذلك تدريب الطفل على النوم قبل الوقت المحدد قد ينشط عملية التبويض أيضًا.
الرضاعة الطبيعية تتسبب بإفراز هرمون البرولاكتين الذي يثبط إفراز هرمونالإستروجين(بالإنجليزية: Estrogen) وهرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) وبالتالي منع حدوث الإباضة، أي أنّ اعتماد الرضاعة الطبيعية بشكل كامل دون استخدام الرضاعة الصناعية سيؤدي إلى تأخير التبويض، وبالتالي تأخير الدورة الشهرية، وعند انخفاض مستوى البرولاكتين يبدأ هذان الهرمونان بالارتفاع وبالتالي حدوث الإباضة والحيض، وذلك يحدث غالبًا بعد عدة أشهر حتى وإن استمرت الأم بالرضاعة الطبيعية، فالعديد من المرضعات يشهدن عودة الحيض بعد مضي ما بين 6-8 أشهر بعد الولادة والبعض الآخر قد يستمر انقطاع الحيض لديهن لمدة عام كامل.
تعزز الرضاعة الطبيعية من صحة الأم العاطفية، وذلك عن طريق ما يأتي:
هناك علاقة طردية ما بين عدد الأشهر التي تقضيها الأم في الرضاعة الطبيعية وما بين التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية على الناحية الصحية طويلة المدى للأم، حيث إنّ الرضاعة الطبيعية لها تأثيرات صحية طويلة الأجل تحميها ضد مجموعة واسعة من الأمراض التي تهدد الحياة،نذكر منها ما يأتي:
تحقق الرضاعة الطبيعية بعض الفوائد على الصعيد المالي وهو أمر يستحق أخذه بعين الاعتبار، ففي حال إرضاع الطفل رضاعة طبيعية بشكل كامل لن يحتاج الأهل لشراء أي منتج تجاري بغرض إرضاع الطفل.