إنّ سكرات الموت هي شدة الموت وآلامه وغمرته، والتي تمر بها كل نفس دون استثناء، حيثُ قال تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ)، ومعناها أنّها السكرة التي كتبت لكل الناس بموجب الحكمة، وأنّها من شدتها تسبب زهوق الروح، ومن العلامات الجسدية التي تدل على الموت استرخاء الأقدام، وانخساف الصدغين، وغياب سواد العين، وميل الأنف وغيرها،كما يخفف الله على المؤمن هذه السكرات عندَ خروح النفس، على عكس الكافر.
إنّ كلّ ما يصيب الإنسان من المصائب يكون سبباً في تكفير الذنوب ومغفرتها إذا صبرَ عليها واحتسب، فالمرض والغم والشدة وحتى الشوكة التي تصيب الإنسان تكفر له ذنوبه وله أجر الصبر على هذه المصيبة التي أصابته، ولا فرقَ بين حدوث هذه الأمور قبلَ الموت أو عندَ الموت، فالمصائب كلها كفارة ذنوب للمسلم وذلك من قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ