القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله على آخر الأنبياء محمد -عليه السلام- للبيان والإعجاز باللفظ و المعنى، وتلاوته عبادة لله، ونُقِل إلينا عن الرسول بالتواتر من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، فهو آخر الكتب السماوية، وقد حفظه الله من التبديل والتحريف على مرّ الأزمنة والعصور، وهو منهج كامل وشامل لحياة المؤمن، فلا يوجد أمر يحتاجه الإنسان في حياته إلا وقد ذكره الله -سبحانه- في كتابه، ووضع له المنهج الصحيح تسهيلاً وتيسيراً لحياة المؤمن، فالله -تعالى- وضع لنا المنهج القويم الذي به تصلح حياتنا، ويحقق لنا الاستقرار، وهو من النعم التي تستوجب من المؤمن شكر الله سبحانه و تعالى.
القرآن الكريم هو كتاب الله -تعالى- ملك الملوك، ومن أراد أن يقرأ كلام ملك الملوك لا بد أن يُهيّئ نفسه ويلتزم بالآداب الواجبة لذلك حتى تكون قراءته قراءة صحيحة يؤجر عليها إن شاء الله وينال الأجر الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)، ومن هذه الآداب والشروط:
القرآن الكريم كتابٌ أنزله الله على خير مبعوثٍ رحمة للعالمين، سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فإذا أردنا أن نقتدي بقراءة أحد فلا بد أن يكون لنا الحبيب المصطفى هو قدوتنا الأولى، فهو خير أسوة لنا، حيث كانت قراءته قراءةً سهلةً لينةً متوسطة السرعة، يعطي كل حرف حقّه ومستحقّه، وكان يبدأ قراءته بالاستعاذة والبسلمة عند بداية كل سورة؛ حتى تكون القراءة باسم الله وبركته وعونه وتوفيقه، أما عن أحوال قراءته -عليه الصلاة والسلام- فقد كان يقرأ بجميع الأحوال؛ قائماً، وقاعداً، ومضّجعاً، وفي سيره، وفي ركوبه، وفي سائر أحواله، فلم يكن يمنعه شيء من القراءة، فلا يوجد حجّة أو عذراً لنا أمام الله على تركنا لقراءة القرآن، ولا بد من كل مسلم أن يعمل جاهداً على تلاوته يومياً ولو بالشيء اليسير، فقليل دائم خير من كثير منقطع، قال تعالى: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ).
لا شك أن قارئ القرآن له أجر عظيم من الله تعالى، فقراءة القرآن حرز وحصن له من كل سوء بإذنه عز وجل، وقراءته سبب لرفعته في الدنيا و الآخرة، وهو بركة لقارئه في حياته الدنيا، ونور له على الأرض، وذخر له يوم القيامة، و يشعر قارئ القرآن بالسكينة والوقار، وتحفّه الملائكة، وتغشاه الرحمة، ويذكره الله فيمن عنده، وفي كل حرف حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، فهنيئاً لقارئه العامل بما فيه الفاهم لمعانيه، فهو من أهل الله وخاصته، ويأتي القرآن يوم القيامة شفيعاً لأصحابه يوم القيامة.
موسوعة موضوع