ما هي شروط جمع الصلاة

الكاتب: مروى قويدر -
ما هي شروط جمع الصلاة

ما هي شروط جمع الصلاة.

 

 

جَمْع الصلاة:

 

الجمْع مصدرٌ من الفعل الثلاثي (جمَعَ)، ويُقصد به في اللغة: جمع الأشياء المتفرّقة، وضمّها إلى بعضها البعض، أمّا الجَمْع بين الصلوات في الاصطلاح الشرعي فيختلف تعريفه بحسب آراء العلماء في بيان حكمه، وبيان ذلك فيما يأتي:

  • جمهور العلماء: يعرّف جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة جمع الصلاة بأنّه: ضمّ صلاتَي الظهر والعصر تقديماً، وذلك بأدائهما معاً وقت الظهر، أو جمعهما تأخيراً بضمّ الظهر بعد فوات وقتها وأدائها مع العصر، والأمر لا يختلف في صلاتَي المغرب والعشاء؛ فإمّا أن تُجمعا تقديماً بأدائهما وقت المغرب، وإمّا تأخيراً بأدائهما وقت العشاء، وذلك المقصود بالجمع بين الصلاتين دون تحديدٍ أو تخصيصٍ، كما يُسمّى بجمع الوقت، أو جمع المقارنة.
  • الحنفية: اقتصر الحنفية في جمع الصلاة على الجمع في عرفة ومزدلفة عند أداء الحج، كما قال الحنفية بالجمع المعنوي، أو الصوري، أو جمع الفعل؛ ويكون بتأخير أداء الصلاة الأولى إلى ما قبل آخر وقتها بقليلٍ، ثمّ تُؤدّى الصلاة الثانية بأول وقتها.

 

شروط جمع الصلاة:

 

بيّن العلماء العديد من الشروط التي لا بدّ منها في جمع التقديم أو التأخير بين الصلوات، وفيما يأتي بيانها وتفصيلها:

 

شروط جمع التقديم

تشترط لجمع التقديم عدّة أمورٍ، بيانها فيما يأتي:

  • النية: فلا بدّ من استحضار نية الجمع بين الصلاتين قبل الشروع في الصلاة الأولى، والدليل في ذلك قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ).
  • الموالاة: وتعني عدم الفصل بين الصلاتين بوقتٍ طويلٍ، وتُقدّر المدة القصيرة بالإقامة والوضوء؛ إذ إنّ المقصود من الجمع المتابعة في الأداء، ولا يتحقّق ذلك بالفصل الطويل بين الصلاتين.
  • تحقُّق عذر الجمع: ويُقصَد بعذر الجمع: السفر، أو المرض، أو المطر، ولا بُدّ من تحقّقه حين البدء بالصلاة الأولى، والسلام منها؛ لأنّ وقت الأولى موضع النية؛ فلا بدّ من وجود العذر، والسلام من الأولى موضع الجمع.
  • استمرار العذر: فلا بدّ في الجمع من استمرار عذر السفر، أو المرض إلى حين انتهاء الصلاة الأولى والتكبير للبدء بالصلاة الثانية، وإلى حين انتهاء وقت الثانية عند المالكية.
  • الترتيب: أي أداء الصلاة الأولى، ثمّ الثانية.

 

شروط جمع التأخير

يُشترط في جمع التأخير تحقُّق أمرَين، وهما:

  • النية: إذ لا بدّ من انعقاد نية جمع التأخير عند الجمهور قبل انتهاء وقت الصلاة الأولى؛ فينوي أداء الأولى في وقت الثانية.
  • استمرار العذر: أي استمرار سبب الجمع إلى حين دخول وقت الصلاة الثانية عند الحنابلة والمالكية، وإلى حين الانتهاء من الصلاة الثانية عند الشافعية.

 

حُكم جمع الصلاة:

 

أجمع العلماء على مشروعية الجمع بين صلاتَي الظهر والعصر جمع تقديمٍ في عرفة، ومشروعية الجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ في مزدلفة؛ وذلك استدلالاً بسُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الفِعلية، إلّا أنّ العلماء اختلفوا في غير عرفة ومزدلفة من المواضع التي يجوز فيها الجمع، وبيان خلافهم فيما يأتي:

  • القول الأول: ذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بجواز الجمع في غير عرفة ومزدلفة لعذرٍ شرعيٍ مُعتبَرٍ، ومع ذلك قال مصطفى السيوطي الرحيباني الحنبلي: "الجمع جائزٌ، وتركه أفضل"، وقال الشافعية بأنّ الأفضل ترك الجمع، واستحبابه في عرفة ومزدلفة، وقال المالكية بجواز الجمع بوجود المشقّة، والأولى تركه، والقول بالجواز استدلالاً بعددٍ من الأدلة الواردة في السنة النبوية، والآثار، ومنها:
    • ما رُوِي عن الصحابي عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (جَمع رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ. فِي حَديثِ وَكِيعٍ: قالَ: قُلتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ قالَ: كَيْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ وفي حَديثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ: قيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ما أَرَادَ إلى ذلكَ؟ قالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ).
    • الآثار المروية عن الصحابة، ومنها: ما رواه الإمام مسلم في صحيحه: (أنَّ ابْنَ عُمَرَ، كانَ إذَا جَدَّ به السَّيْرُ جَمع بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بَعْدَ أنَّ يَغِيبَ الشَّفَقُ، ويقولُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا جَدَّ به السَّيْرُ جَمع بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ).
  • القول الثاني: قال الحنفية بعدم جواز الجمع في غير عرفة ومزدلفة، وقد استدلّوا بعددٍ من الأدلة، فيما يأتي ذِكر البعض منها:
    • عدم جواز تقديم الصلاة الثانية وأدائها في وقت الصلاة الأولى، وعدم جواز تأخير أداء الصلاة الأولى إلى وقت الصلاة الثانية؛ استدلالاً بعموم نصوص القرآن الكريم الدالّة على وجوب المحافظة على أداء كلّ صلاةٍ في وقتها المحدّد، قال الله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)،وقال أيضاً: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
    • قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى)، فالحديث يدلّ على عدم جواز التفريط في أداء الصلاة في وقتها، وترتُّب الإثم على ذلك.
    • ما ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه نهى عن الجمع بين الصلاتين، وإن وقع الجمع فإنّه يُعدّ كبيرةً من كبائر الذنوب
شارك المقالة:
57 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook