أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على نبيّه ليكون هدايةً للناس في حياتهم، وسبب إرشادهم لطريق الخير والنفع في حياتهم الدنيا قبل نيل الفوز والنجاة في الآخرة، ووضع الله -تعالى- في القرآن الكريم توضيحاً لطريق الهداية والاستقامة، وجعل فيه الشفاء والرحمة للمؤمنين، كما أنّ بفهمه وتدبّره يزداد الإيمان في القلب، ويثبت فيه، وبالقرآن يستيقن العبد أسماء الله -تعالى- وصفاته المُنزهّة عن النقص، ومنه يستنتج المؤمن صفات عدوّه الحقيقيّ، ويعرف طريق الهاوية والعذاب فيتجنّبها لينجو بنفسه، وكُلّ تلك الأمور تُعدّ حِكَماً من تنزيل القرآن الكريم.
إذا كان القرآن قد نزل داعياً وهادياً للمؤمنين، فإنّ الحكمة من تنزّله تتحقّق إذا التزم العبد بعض الأمور ليتمّ انتفاعه منه على أكمل وجهٍ، ومن شروط الانتفاع بالقرآن الكريم يُذكر ما يأتي:
لم ينزل القرآن الكريم على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دفعةً واحدةً، إنّما كان تنزّله مُنجّماً مُفرّقاً لحِكمةٍ أرادها الله تعالى؛ من ذلك أنّ كُلّ دفعةٍ من الآيات تتنّزل تُثبّت قلب النبيّ أكثر فأكثر، ثمّ إنّ الآيات الكريمة كانت تتنزّل بحسب الموقف الذي يمرّ به المؤمنون، وأنّ بعض الآيات تنزّلت على العرب أهل البلاغة واللغة لتُثبت عجزهم أن يأتوا بمثله، فكان ذلك دليلاً على أنّ القرآن مُنزّلٌ من عند الله سبحانه.
موسوعة موضوع