والزوجة الصالحة خير متاع هذه الدنيا، فهي التي تعرف ما لها وما عليها من واجبات في حق زوجها وأهله، وهي التي تعرف كيف تقدّس الحياة الزوجيّة، وتؤدّي ما لها وما عليها من واجبات ومسؤوليات، وتدرك معنى الحياة الزوجية بكل تفاصيلها، وتضفي على جو الأسرة حباً وحناناً
أوجب الله عزَّ وجلّ على الزوجة التزاماتٍ وآداباً أخلاقيَّة تقوم بها تجاه زوجها، وهي مسؤولةٌ أمام الله عزَّ وجلّ عن عدم أداء حقوقه أو التقصير فيها، ومن هذه الالتزاماتِ والواجبات المناطة بها ما يأتي:
الزوجة مأمورة بطاعة زوجها شرعاً، وهذه الطاعة مقرونة بعدم معصية الله عزَّ وجلّ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وطاعة الزوجة لزوجها هي سبب الحفاظ على الحياة الزوجيّة، وتقوية العلاقات القلبيّة، وتعمّق أواصر المحبة والتآلف داخل الأسرة، وحماية البيت القائم من الانشقاق والتصدّع الذي قد يؤدي إلى انهيار الأسرة.
قال الله عزّ وجلّ: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ)]، فمن واجب الزوجة ألا تخون زوجها في ماله، ولا تنظر إلى غيره من الرجال، وتصون عرضها، وتتجنب أي لقاء آثم، ونظرة مريبة، وكلمة تهيج المشاعر، وأن يكون صوتها منخفضاً، ولا تخضع فيه بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وتحافظ على مال زوجها، ولا تتصرف فيه إلا بعد إذنه ومشورته، وتربّى أولادها على هذا الخلق القويم، وتتقيّد في إعطاء الهبات والصدقات برغبة زوجها وإذنه، فهي تعيش تحت كنف زوجها، فليس من العدل أن تفعل في أمواله ما يكره من الشراء أو البيع أو الهبات والصدقات، وإذا كان المال ملكها فلها أن تتصرّف به حسب الشّرع.
من واجب الزوجة وحق زوجها عليها إذا دعاها إلى فراشه أن تلبي طلبه، ولو كانت على ظهر بعير، وهذا من طاعة الزوج أن تمكّنه من نفسها من غير صدود عنه ولا مراجعة فيه، وأن تتطيّب له وتتزيّن وتلبس أجمل الثياب وتعرض نفسها على زوجها غدوّاً وعشيّاً، وعليها أن تحفظ أسرارها هي وزوجها في مخدعيهما، ولا تنشرها للناس وتخبرهم بما يجري بينها وبين زوجها، وهو أمر مشترك بين الزوجين
من واجب الزوجة خدمة زوجها والعمل على تدبير شؤون البيت، فلا تُكلّف المرأة أكثر من استطاعتها، وهذه المهام من أساسيات قيام المنزل وتماسك الأسرة وسعادتها، فهو أمر طبيعي تقتضيه الحياة المشتركة بين الزوجين، في المقابل على الزوج أن يساعد زوجته في أعمال البيت، وهذا ليس انتقاصاً من رجولته إنما هى الرجولة بعينها، كما كان يفعل الرسول الحبيب مع زوجاته، بقوله: ( خَيْرُكُمْ خَيْرَكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي) ومن الأخلاق في الإسلام نصيحةُ الأم ابنتها إذا زُفَّت إلى زوجها بخدمة الزوج ورعاية حقِّه، وتربية أولاده