يعرَّف هرمونالنمو(بالإنجليزية: Growth hormone) أو هرمون النمو البشري (بالإنجليزية: Human growth hormone) أو سوماتوتروبين (بالإنجليزية: Somatotropin) على أنَّه مادة تتحكَّم بنمو جسم الإنسان،ويعدُّ هذا الهرمون ضرورياً للنمو والتطوُّر الطبيعي لدى الأطفال، إذ إنَّه يعزِّزنمو العظاممنذ الولادة حتى سن البلوغ، إذ تحتاج العظام إلى ما يكفي من هرمون النمو خلال الطفولة والمراهقة لاكتساب الطول المناسب، كما أنَّ هرمون النمو يساهم في تنظيم عملية الأيض (بالإنجليزية: Metabolism) لدى كلٍّ من الأطفالوالبالغين، إذ يساعد على تنظيم معدل إنتاج الجسم للطاقة من الغذاء، إضافة إلى دوره في تصنيع الدهون والبروتينات وسكر الجلوكوز، كما أنَّه يساهم في تنظيم إنتاج خلايا الدم الحمراء وكتلة العضلات، وكذلك يحفِّز هرمون النمو الكبد على تكوين مادة تُسمَّى عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 (بالإنجليزية: Insulin-like growth factor)، واختصاراً IGF-1 التي تساهم هي وغيرها من المركبات المماثلة في نمو العظام، وبناءً على ذلك تزداد مستويات هرمون النمو أثناء الطفولة لتبلغ ذروتها أثناء البلوغ.
يُفرز هرمون النمو من الغدة النخاميَّة الأماميَّة (بالإنجليزية: Anterior pituitary gland) ليطلق بعد ذلك في مجرى الدم، ويتم التحكُّم بإفراز هرمون النمو عن طريق هرمونين اثنين يتم إفرازهما من غدةتحت المهاد(بالإنجليزية: Hypothalamus) الموجودة في الدماغ، وهما: الهرمون المطلق لهرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone-releasing hormone) الذي يحفز الغدة النخاميَّة لإفراز هرمون النمو، والهرمون المثبِّط لهرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone-inhibiting hormone) المعروف أيضاً باسم هرمون السوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin) الذي يمنع هذا الإفراز.
وفي الواقع إنَّ إفراز هرمون النمو لا يكون مستمرّاً، بل يتم إفرازه بشكل متقطع على هيئة نبضات كل ثلاث إلى خمس ساعات، وبالحديث عن مستويات هرمون النمو المفرزة فإنَّها تزداد عند النوم، والتعرُّض للإجهاد، وممارسة التمارين الرياضيَّة، وانخفاض مستويات الجلوكوز في الدم، كما أنَّها تزداد في مرحلة البلوغ، في حين يتم تقليل إفراز هرمون النمو في حالات الحمل، أو في حال تنبُّه الدماغ لوجود مستويات عالية في الدم من هرمون النمو أو عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1.
إنَّ ارتفاع أو انخفاض مستويات هرمون النمو لدى الأطفال أو البالغين بصورة جمَّة قد يشير إلى معاناتهم من العديد من المشاكل الصحيَّة، ويمكن بيان اضطرابات هرمون النمو بشيء من التفصيل فيما يأتي:
يمكن أن ترتفع مستويات هرمون النمو في الجسم مما يؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات، وعادة ما يكون السبب في ذلك هو وجود ورم الغدة النخاميَّة، ويشار إلى أنَّه لا يمكن اعتباره سرطاناً، وحقيقة يمكن التخلُّص من هذا الورم عن طريق الجراحة لإزالة الورم، والعلاجات الدوائيَّة، والعلاج الإشعاعي،وبالحديث عن اضطرابات ارتفاع هرمون النمو فإنَّه يمكن تقسيمها إلى ما يأتي:
نقص هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone deficiency) المعروف أيضاً باسم القزامة (بالإنجليزية: Dwarfism)، وهي حالة تحدث نتيجة إفراز الجسم لكميات غير كافية منهرمون النمو، ويمكن أن يكون نقص هرمون النمو خَلقياً، أي يكون هذا الاضطراب موجوداً منذ الولادة، أو قد يكون مكتسباً أي يتطوَّر لدى الفرد في أوقات لاحقة خلال حياته، وتتعدَّد الأسباب الكامنة وراء حدوث نقص هرمون النمو، فقد يحدث ذلك نتيجة تصنيع الغدة النخاميَّة لكميات قليلة من هرمون النمو، أو نتيجة التعرُّض لإصابة شديدة في الدماغ، أو بسبب ولادة الفرد دون الغدة النخاميَّة، كما قد يكون عيباً وراثياً، وفي بعض الأحيان قد يرتبط نقص هرمون النمو بنقص مستويات بعض الهرمونات الأخرى في الجسم، مثل هرمون فازوبرسين (بالإنجليزية: Vasopressin)، وبالإضافة إلى ذلك قد يكون السبب الكامن وراء اضطراب نقص هرمون النمو غير معروف.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأطفال المصابين باضطراب نقص هرمون النمو يعانون من قصر غير طبيعي فيالقامة،وقد يبدو وجههم أيضاً أصغر من عمرهم الفعلي، كما يكون نموهم بطيئاً، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ نموَّ هؤلاء الأطفال يكون متناسباً، أي أنَّ طول الذراعين والساقين يتناسب مع نموِّ الصدر والبطن، وفي الواقع قد يكون هؤلاء الأطفال أكثر امتلاءً من الأطفال الآخرين، ويعود ذلك إلى تأثير هرمون النمو على تخزين الدهون داخل الجسم، ومن جانب آخر قد يتأخرالبلوغلديهم أو قد لا يحدث على الإطلاق،وبالانتقال للحديث عن نقص هرمون النمو لدى البالغين فإنَّه يمتاز بظهور عدد من الأعراض المتغيرة، بما في ذلك انخفاض مستويات الطاقة في الجسم، وانخفاض القوة العضليَّة، والمعاناة من هشاشة العظام، وكذلكمقاومة الإنسولين، وضعف وظيفة القلب، وتغيير تكوين الجسم، بالإضافة إلى أنَّ مستويات الدهون في الجسم تكون غير طبيعيَّة، كارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein)وللتغلب على ذلك يمكن اللجوء إلىالعلاج بهرمون النمولكلٍّ من الأطفال والبالغين المتضمن حقن هرمون النمو في الجسم، وهو العلاج الأكثر شيوعاً.
ولمعرفة المزيد عن أعراض نقص هرمون النمو يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض نقص هرمون النمو).
ولمعرفة المزيد عن علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج نقص هرمون النمو عند الأطفال).
ولمعرفة المزيد عن علاج نقص هرمون النمو عند البالغين يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج نقص هرمون النمو عند البالغين).
يستخدماختبار هرمون النموفي المقام الأول للمساعدة على تقييم وظيفة الغدة النخاميَّة، والكشف عن نقص أو ارتفاع هرمون النمو، وكذلك تشخيص ومراقبة علاج كلٍّ من ضخامة الأطراف والعملقة، إضافة إلى كونه وسيلة لمتابعة النتائج غير الطبيعيَّة لفحص هرمونات الغدة النخاميَّة الأخرى، وكما تمَّت الإشارة سابقاً إلى أنَّ الغدة النخاميَّة تنتج هرمون النمو ليتم إطلاقه في مجرى الدم على شكل نبضات على مدار اليوم، لذلك فإنَّ قياس مستوى الدم المفرد ليس مفيداً من الناحية السريريَّة؛ لذلك عادة ما يتم اللجوء إلى إجراء اختبار تثبيط أو تحفيز إطلاق هرمون النمو من الغدة النخاميَّةويمكن بيان هذه الفحوصات فيما يأتي:
ولمعرفة المزيد عن فحوصات هرمون النمو يمكن قراءة المقال الآتي: (تحليل هرمون النمو).
"