أوجد الإنسان في العصر الحديث أنواعاً مختلفةً من العطور، تختلف من حيث تركيبها، وطبيعتها، ووضعت الشريعة الإسلامية لكلّ نوع منها أحكاماً خاصّة عند تعامل المسلم الصائم معها، وبيان أحكام هذه الأنواع على النحو الآتي:
اختلف الفقهاء في حُكم استنشاق الصائم للروائح المنبعثة من القدور التي يُطبخ فيها الطعام، وبيان اختلافهم على النحو الآتي:
ظهرت في العصر الحديث العديد من الصناعات المختلفة والتي ينتج عن بعضها تصاعدٌ لأنواع من الأبخرة والأدخنة، وتعرُّض العامل المسلم لهذه الأدخنة أثناء صومه واستنشاقه لها لا يُعَدّ مُفسِداً للصوم؛ لحصول ذلك من غير اختيار من العامل، ولعدم قدرة العامل على التحرُّز منها أثناء العمل، كأن يكون عمل الصائم في مصنع ينبعث منه دخان كثيف، أو يتعرّض العامل في طريقه للأبخرة والأدخنة، أو يكون الصائم من رجال الإطفاء الذين يتعرّضون للأدخنة أثناء أدائهم لواجبهم في إطفاء الحرائق، وقد جعل الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة تعمُّد الإنسان شرطاً من شروط المفطرات، أمّا ما لا يستطيع الإنسان تجنُّبه، فإنّه لا يُعَدّ مُفسِداً لصومه، كالغبار المُنتشِر في الطرقات، وكذلك بخار الطعام عند طبخه، والدخان، ودخول الذباب إلى حلق الصائم، فلا يفسد الصوم بشيءٍ من ذلك إلّا إذا تعمّده الإنسان.
يضطر بعض الناس ممّن أُصيبوا بأمراض في الجهاز التنفُّسي إلى استخدام الأكسجين الاصطناعي أثناء فترة الصيام، كما يُستخدَم التنفُّس الاصطناعيّ عند انخفاض الضغط الجوي في رحلات الطيران، وقد قرّر الأطباء أنّ الأكسجين الاصطناعيّ لا يتكوّن من أيّة موادّ، أو أدوية، أو موادّ مُغذّية مُضافة إليه، وعليه فلا يفسد الصيام باستخدام الأكسجين الاصطناعي؛ وذلك لعدم احتوائه على موادّ تدخل في تركيبه، وإنّما هو هواء مضغوط ينتقل إلى الجهاز التنفُّسي، وذهب الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة إلى اشتراط وجود أعيانٍ تصل إلى جوف الصائم حتى يفسد صومه، وقد أفتى بجواز استعماله مجمع الفقه الإسلامي بجدة، والمُنظّمة الإسلامية للعلوم الطبية في ندوتها التاسعة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصوم يفسد إذا أُضِيفت إلى الأكسجين إحدى الموادّ العلاجية التي تتكوّن من أجزاء مادّية؛ لكونها أعياناً وصلت إلى جوف الصائم عن طريق مَنفذ مُعتاد.
موسوعة موضوع