الراديو (Radio): هو جهاز إلكتروني يستقبل موجات الراديو ويحول المعلومات التي يحملها إلى نموذج قابل للاستخدام حيث يتم استخدامه مع هوائي، وفي الإلكترونيات الاستهلاكية غالباً ما يتم استخدام المصطلحين راديو وجهاز استقبال راديو خصيصاً لأجهزة الاستقبال المصممة لإعادة إنتاج الإشارات الصوتية المرسلة بواسطة محطات البث الإذاعي تاريخياً أول تطبيق راديو تجاري في السوق الشامل.
 
يعترض الهوائي موجات الراديو ويحولها إلى تيارات متناوبة صغيرة يتم تطبيقها على جهاز الاستقبال ويستخرج جهاز الاستقبال المعلومات المطلوبة ويستخدم جهاز الاستقبال المرشحات الإلكترونية لفصل إشارة تردد الراديو المطلوبة عن جميع الإشارات الأخرى التي يلتقطها الهوائي ومكبر صوت إلكتروني لزيادة قوة الإشارة لمزيد من المعالجة ويستعيد المعلومات المطلوبة من خلال إزالة التشكيل.
 
قد تكون المعلومات التي ينتجها المتلقي في شكل صوت أو صور أو بيانات وقد يكون مستقبل الراديو قطعة منفصلة من المعدات الإلكترونية أو دائرة إلكترونية داخل جهاز آخر حيث تشمل الأجهزة التي تحتوي على مستقبلات الراديو أجهزة التلفزيون وأجهزة الرادار وأجهزة الراديو ثنائية الاتجاه والهواتف المحمولة وشبكات الكمبيوتر اللاسلكية وأجهزة الملاحة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأطباق الأقمار الصناعية والتلسكوبات الراديوية والأجهزة التي تعمل بتقنية البلوتوث وفتح باب المرآب وشاشات الأطفال.
 
يتكون راديو اليوم من هوائي ولوحة دوائر مطبوعة ومقاومات ومكثفات وملفات ومحولات وترانزستورات ودوائر متكاملة ومكبر صوت وكل هذه الأجزاء موجودة في علبة بلاستيكية.
 
يتكون الهوائي الداخلي من سلك نحاسي معزول بقطر صغير ملفوف حول قلب من الفريت ويتكون الهوائي
الخارجي من عدة أنابيب من الألومنيوم تنزلق داخل بعضها البعض.
 
تتكون لوحة الدوائر المطبوعة من نمط مكسو بالنحاس مثبت على لوح فينولي، والنمط النحاسي هو التوصيل من مكون إلى آخر وإنّه يستبدل معظم الأسلاك المستخدمة في أجهزة الراديو السابقة.
 
تحد المقاومات من تدفق الكهرباء وهي تتكون من طبقة كربون مترسبة على ركيزة أسطوانية مغلفة بغطاء بلاستيكي (بوليستر ألكيد) مع أسلاك من النحاس.
 
تخزن المكثفات شحنة كهربائية وتسمح للتيار المتردد بالتدفق عبر دائرة كهربائية ولكنها تمنع التيار المباشر من التدفق في نفس الدائرة وتتكون المكثفات الثابتة من قطبين ممتدين من رقائق الألومنيوم معزولين بفيلم بولي بروبيلين وموجودان في غلاف بلاستيكي أو خزفي مع أسلاك نحاسية أمّا المكثفات المتغيرة لها مجموعة من ألواح الألمنيوم الثابتة ومجموعة من ألواح الألمنيوم الدوارة مع عازل للهواء.
 
تؤدي الملفات والمحولات في العمل على عزل الدائرة أثناء نقل الطاقة من دائرة إلى أخرى، وهي تتكون من مجموعتين أو أكثر من لفائف الأسلاك النحاسية إمّا ملفوفة على عازل أو مثبتة جنباً إلى جنب مع الهواء كعازل.
 
تتكون الترانزستورات من الجرمانيوم أو السيليكون المغلف في غلاف معدني مع أسلاك نحاسية ويتحكم الترانزستور في تدفق الكهرباء في الدائرة حيث استبدلت الترانزستورات الأنابيب المفرغة المستخدمة في أجهزة الراديو السابقة.
 
تضم الدائرة المتكاملة آلاف المقاومات والمكثفات والترانزستورات في حزمة صغيرة ومضغوطة تسمى رقاقة وهذه الشريحة بحجم مسمار الإصبع الصغير حيث يتم تثبيت الشريحة في علبة بلاستيكية بها علامات تبويب من الألومنيوم تسمح بتثبيتها على لوحة دوائر مطبوعة.
 
أرسل (Guglielmo Marconi) بنجاح أول رسالة إذاعية عبر المحيط الأطلسي في ديسمبر 1901م من إنجلترا إلى نيوفاوندلاند، ولم تستقبل إذاعة ماركوني صوتاً أو موسيقى وبدلاً من ذلك تلقت أصوات أزيز تم إنشاؤها بواسطة جهاز إرسال فجوة شرارة يرسل إشارة باستخدام شفرة مورس.
 
حصل الراديو على صوته في ليلة عيد الميلاد عام 1906م عندما استمع العشرات من مشغلي الراديو والهواة لرسائل المرور المسائية واندهشوا لسماع صوت رجل ينادي &ldquoCQ CQ&rdquo ممّا يعني الاتصال بجميع المحطات لدي رسائل وبدلاً من (diets وdahs) المعتادة في شفرة مورس حيث تم نقل الرسالة من قبل الأستاذ ريجينالد أوبري فيسيندين من محطة إذاعية صغيرة في برانت روك، ماساتشوستس.
 
في السنوات من 1904م إلى 1914م خضع الراديو للعديد من التحسينات مع اختراع الصمام الثنائي والصمامات المفرغة حيث مكنت هذه الأجهزة من إرسال واستقبال أفضل للصوت والموسيقى وخلال هذه الفترة الزمنية أصبح الراديو معدات قياسية على متن السفن التي تعبر المحيطات.
 
نشأ الراديو خلال الحرب العالمية الأولى حيث أدرك القادة العسكريون قيمتها للتواصل مع المشاة والسفن في البحر وخلال الحرب العالمية الأولى تم إجراء العديد من التطورات في الراديو ممّا جعله أكثر قوة وصغراً، وفي عام 1923م اخترع &ldquoإدوين أرمسترونج&rdquo الراديو الفائق ولقد كان تقدماً كبيراً في كيفية عمل الراديو وما زالت المبادئ الأساسية المستخدمة في الراديو الفائق لا تزال مستخدمة حتى اليوم.
 
في 2 نوفمبر 1920م تم إطلاق أول محطة إذاعية تجارية على الهواء في بيتسبرغ بنسلفانيا، لقد كان نجاحاً وبدأت ثورة الراديو التي أطلق عليها العصر الذهبي للإذاعة، واستمر العصر الذهبي للراديو من أوائل العشرينيات وحتى أواخر الأربعينيات عندما أتى التلفزيون بعصر جديد، ومن خلال هذا العصر الذهبي تطور الراديو من جهاز بسيط في صندوق ضخم إلى قطعة معقدة من المعدات الموجودة في خزائن خشبية جميلة حيث كان الناس يتجمعون حول الراديو ويستمعون إلى آخر الأخبار ومسرحيات الراديو وشغل الراديو موقعًا مشابهاً لمكانة تلفزيون اليوم.
 
في 30 يونيو 1948م تم عرض الترانزستور بنجاح في مختبرات بيل وسمح الترانزستور لأجهزة الراديو بأن تصبح مضغوطة بحيث يمكن لأصغرها وضعها في جيب القميص، وفي عام 1959 حصل جاك كيلبي وروبرت نويس على أول براءة اختراع للدائرة المتكاملة وسيحقق برنامج الفضاء في الستينيات مزيداً من التقدم في الدائرة المتكاملة، أمّا يمكن وضع راديو في إطار النظارات أو داخل زوج من سماعات الأذن الاستريو الصغيرة واليوم تم استبدال قرص التردد المطبوع على الخزانة بصمام ثنائي باعث للضوء أو شاشات بلورية سائلة.
 
تتكون أجهزة الراديو من العديد من الدوائر الإلكترونية المتخصصة المصممة لأداء مهام محددة منها: مضخم التردد اللاسلكي والخلاط ومذبذب التردد المتغير ومضخم التردد المتوسط والكاشف ومكبر الصوت.
 
تم تصميم مضخم التردد اللاسلكي لتضخيم الإشارة من جهاز إرسال البث الإذاعي ويأخذ الخلاط إشارة الراديو ويجمعها مع إشارة أخرى ينتجها مذبذب التردد المتغير للراديو لإنتاج تردد متوسط أمّا مذبذب التردد المتغير هو مقبض الضبط الموجود في الراديو ويتم تضخيم التردد المتوسط ??الناتج بواسطة مضخم التردد المتوسط، يتم إرسال هذه الإشارة الوسيطة إلى الكاشف الذي يحول إشارة الراديو إلى إشارة صوتية ويقوم مضخم الصوت بتضخيم إشارة الصوت ويرسلها إلى السماعة أو سماعات الأذن.
 
أبسط راديو (AM/FM) سيكون به كل هذه الدوائر مثبتة على لوحة دائرة واحدة ويمكن احتواء معظم هذه الدوائر في دائرة متكاملة واحدة، يمكن تركيب التحكم في مستوى الصوت (المقاوم المتغير) ومقبض الضبط (مكثف متغير) ومكبر الصوت والهوائي والبطاريات إمّا على لوحة الدوائر المطبوعة أو في علبة الراديو.