ما هو البيت العتيق؟

الكاتب: ولاء الحمود -
ما هو البيت العتيق؟

ما هو البيت العتيق؟.

 
البيت العتيق هو البيت الحرام والكعبة الشريفة، وهو أحد أسماء بيت الله الحرام، ويعد البيت العتيق أول بيت وضع للناس لكي يقوموا فيه بممارسة العبادات وبعبادة الله سبحانه وتعالى.
ويقول المولى عز وجل في كتابه العزيز في سور آل عمران (إن أول بيت وضع للناس الذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين).
ويطلق على الكعبة الشريفة عدة أسماء منها اسم البيت العتيق، والبيت الحرام، والحرم المكي، والبيت المعمور.
 
لماذا سمي البيت العتيق بهذا الاسم؟
هناك عدة أسباب وراء تسمية البيت الحرام باسم البيت العتيق، وفي كل الأحوال فإن هذا الاسم هو تكريمًا وتشريفًا له ولمكانته العظيمة.
قيل إنه سُمي باسم البيت العتيق وذلك لأنه بيت قديم، وتم وضعه منذ زمن كأول بيت للمسلمين.
وسُمي بهذا الاسم بسبب عتقه من الجبارين، أي لا يتواجد فيه من يتكبر، بل يتذللون.
وقيل تمت تسمية الكعبة بهذا الاسم لأن الله يتعهد بعتق رقبة من يزوره من النار يوم القيامة.
وقيل أيضًا أن سبب تسمية الكعبة بالبيت العتيق هو تعظيم الله لها، ويدل على أنها محمية من الله سبحانه وتعالى.
بمعنى أن الله حفظها من تسلط كان من كان عليها، أو إرادة الضرر بها من قِبل أي أحد، أو إصابتها بسوء، أو إلحاق أي مكروه بها.
وتدل قصة أصحاب الفيل على ذلك، حيث حفظها الله من أذى الجبابرة، ولم يلحقوا بها بأذى أو ينالوا منها، ولم يستطيعوا حتى الوصول إليها.
وورد عن سعيد بن جبير أن السبب وراء تسمية بيت الله بالبيت العتيق وقاية الله له عندما حل الطوفان بالأرض في زمن نبي الله نوح عليه السلام.
 
موقع البيت العتيق
يقع البيت العتيق أو بيت الله الحرام في المملكة العربية السعودية، وكانت تسمى الأرض التي يقع عليها شبة الجزيرة العربية، وذلك قبل الانفتاح العالمي.
ويقع البيت العتيق تحديدًا في مكة المكرمة.
 
مكانة البيت العتيق
إن للكعبة أو البيت العتيق كبيرة ومميزة جدًا في الإسلام وعند المسلمين في جميع أنحاء وبلاد العالم، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل بيت الله الحرام بقعة عظيمة ولها مكانة أعظم.
فهي تعد البقعة الوحيدة التي أمر الله سبحانه وتعالي المسلمين بالطواف حولها من أجل التقرب إليه وعبادته.
ويعتبر الطواف بأي مكان أو بقعة أخرى غير بيت الله الحرام شرك بالله.
وهي قبلة المسلمين، والتي يصلي في اتجاهها المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وهي تعد بقعة محرمة للقتال فيها، وهي أول بيت تم وضعه للمسلمين على الأرض للطواف به من أجل عبادة الله والتقرب إليه، فهي بقعة طاهرة وشريفة.
ومن أهم ما يرفع مكانة البيت العتيق عاليًا هو أن تلك البقعة الشريفة تحتوي على حجر شريف من أحجار الجنة، وهو الحجر الأسود.
 
من أول من طاف بالبيت العتيق؟
هناك روايتان للإجابة على سؤال من أول من طاف بالبيت العتيق، وهما يدوران حول الملائكة وسيدنا آدم عليه السلام، وقد اختلف العلماء وأهل العلم في هذا الأمر.
تقول الرواية الأولى أن أول من طاف بالبيت العتيق هم الملائكة، وأنهم هم أول من أسس البيت العتيق، وبعد تأسيسه أمرهم الله بالطواف به.
ويذهب كثير من العلماء إلى هذا القول على أنه قول أكثر قوة وأكثر حجة، وذلك بناءً على أن الملائكة هم أول من أسس البيت الحرام.
وتقول الرواية الأخرى أن أول من طاف بالبيت العتيق هو سيدنا آدم عليه السلام، وبُني هذا الرأي على أن سيدنا آدم عليه السلام هو أول من أمره الله ببناء الكعبة.
وبعد ذلك نزل جبريل عليه السلام حاملًا أمر الطواف به وساعد سيدنا آدم في بنائه وضرب الأرض بجناحه ثم ظهرت أساساته، وأنزلت الملائكة الحجارة، وقام آدم ببنائه ثم طاف به.
ويعد هذا القول يتخلله الشك، وذلك لعدم وجود ما يستدل عليه من القرآن أو من السنة لتقوية حجة هذا الرأي.
 
بناء البيت العتيق
يعود زمن بناء بيت الله الحرام إلى عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث أوحى الله إلى نبيه إبراهيم ببناء البيت.
وحينها أخبر سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام أمر الله من بناء البيت العتيق، وقد استجابا عليهما السلام لأمر الله.
وقاما بالتوجه إلى موقع البيت حيث لم يتبقى منه إلى ما يدل عليه من الأساسات، ثم شرعا معاً في بناء بيت الله الحرام.
وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام يقف على حجر ليرفع البيت بالحجارة التي يناوله إياها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وعرف هذا الحجر بمقام إبراهيم، وهو المقام الذي صلى فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الطواف.
وبعد الانتهاء من بناء البيت أمر الله سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يطوف بالبيت سبعًا، فاستجاب سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام وطافا بالبيت العتيق.
وكان سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام يدعوان الله (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم* ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم* ربنا وابعث فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم).
 
ما لا تعرفه عن بناء البيت العتيق
وقد طهر إبراهيم البيت من أشرك والرجس والأوثان.
وقد استجاب الله لهما، وفي قوله (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
وفي قوله (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلًا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير).
ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام أن ينادي بالناس لحج بيت الله الحرام.
كما في قوله تعالى (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق).
وُضِعَ بعد ذلك الحجر الأسود في موضعه، ومن الجدير بالذكر أن الحجر الأسود كان أبيض اللون وقد نزل من الجنة.
وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ثال (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم).
 
آداب زيارة البيت العتيق
لا شك أن زيارة البيت العتيق هي حلم لكل مسلم، كي يتقرب بها لله، لذلك وجب على المسلم معرفة أن لزيارة البيت العتيق آداب.
يجب على المسلم أن يحرص على الدخل بالقدم اليمنى عند الدخول إلى المسجد الحرام، ثم تأدية ركعتين تحية المسجد، لأنه البيت المقدس، لذا يجب أداء الصلاة فور دخوله.
ويجب على المسلم ترديد دعاء دخول المسجد عند الدخول، ودعاء الخروج من المسجد عند الخروج.
لا يجب على المسلم أن يزاحم الناس في الحج أو أثناء الطواف، وتجنب التواجد في الأماكن التي تشتهر بالحوادث، حتى يتجنب حدوث أي ضرر أو خطر له أو لمن حوله.
 
نصائح هامة عند زيارة البيت العتيق
ولا يجب على المسلم أن يزاحم الناس على الحجر الأسود، وإذا استطاع الوصول إلى مكانه فعليه أن يقوم بتقبيله، وإن لم يستطع الوصول إليه فلا يزاحم الناس كي يصل.
يجب على المسلم الذي يرغب في الذهاب إلى بيت الله الحرام أن يتعرف على مناسك الحج، وذلك إذا كان هدفه أداء فريضة الحج في شهر ذي الحجة أو إذا كان هدفه أداء العمرة في أي وقت في السنة.
وذلك قبل الذهاب إلى البيت العتيق، ودراسة المناسك جيدًا.
من آداب زيارة البيت العتيق أن يقوم المسلم بأداء العبادات هناك، مثل قراءة القرآن، وأداء الصلوات، وقيام الليل، وأداء الصدقات.
وعند التواجد هناك يجب أن يحرص المسلم على عدم الخوض في كلام يغضب الله، مثل الغيبة والنميمة، وعلى المسلم أن يذكر الله كثيرًا ويتحدث بالخير، ويتجنب الحديث الذي لا ينفع.
وأن يستغل المسلم كل وقته هناك في الفوز بالثواب، واحترام المكان، والتحدث في الحرم بصوت منخفض، وتجنب التصرفات التي قد تتسبب بمضايقات لأحد.
 
فضل الطواف بالبيت العتيق
لا شك أن فضل الطواف بالبيت العتيق عظيم، وأوله هو أن من خرج من بيته يقصد التوجه إلى بيت الله الحرام، والطواف في البيت العتيق من أجل العبادة فيكون له حسنة في كل خطوة له.
بالإضافة إلى إن أداء فريضة الحج والذهاب في طريقه يمحي عن الحاج كل الأعمال السيئة وتكتب مكانها حسنات له، فيصير مثل الطفل الذي يحمل صحيفة بيضاء لم يخط فيها شيء.
وبذلك يغفر الحج للمسلم كل ما تقدم من ذنوب، وكما ورد في كثير من الأحاديث أن أجر الطواف بالبيت العتيق يساوي عتق الرقبة.
وهناك بعض الآيات التي تدل على فضل الطواف، وكما جاء في سورة الحج قوله تعالى (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئًا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).
وكما جاء في سورة البقرة قوله تعالى (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
وكما ورد في حديث شريف عن بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من طاف أسبوعًا، يحصيه، وصلى ركعتين، كان له كعدل رقبة).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله).
 
شارك المقالة:
3665 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook