شرع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صيام يومي الاثنين والخميس، ولذلك كان صيامهما سنّةً مأخوذةً عن النبيّ، وتذكر السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه السلام- كثيراً ما كان يسرد صيامهما، وإذا شغله شاغلٌ ترك صيامهما حتى يقضي ما شغله، وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أجر صيام الاثنين والخميس: (إنَّ يومَ الاثنينِ والخميسَ يَغفِرُ اللَّهُ فيهما لِكُلِّ مسلمٍ، إلَّا مُهتَجِرَينِ، يقولُ: دَعهما حتَّى يصطَلِحا).
يُعدّ صيام يومي الاثنين والخميس من كُلّ إسبوعٍ شكلاً من أشكال صيام التطوّع، ولصيام التطوّع أشكال أخرى، يُذكر منها:
ورد في الحديث القدسيّ الصحيح: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به)، وقال النووي في تفسير الحديث الشريف أنّ الله -تعالى- هو الإله الوحيد الذي عُبد بالصيام، أمّا سائر الآلهة الأخرى التي ادّعاها البشر لم يكن أحدٌ يصوم لها قطّ، ولذلك ورد لفظ: "فإنّه لي وأنا أجزي به"، وأمّا المراد بأنّ الصيام لله تعالى في العموم؛ فيُقصد بذلك أنّ الصيام أقرب العبادات إلى الإخلاص لله تعالى، وقيل لأنّ الصائم ليس له حظّ نفسٍ على الإطلاق في صيامه، وقيل لأنّ الله -سبحانه- وحده من يعلم أجر الصائم الحقّ.
موسوعة موضوع