لمعرفة مقاصد سورة نوح، فقد ابتدأت السورة بقول الله -تعالى-: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}لقد جاء الأنبياء ليحذروا البشريّة من الأخطار التي تداهمهم وتفاجئهم وتهلكهم، قال الله تعالى: {أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، فالأنبياء مطيعون لله -تعالى- فيما أمرهم، ويسعدهم ذلك، قام نوح -عليه السّلام- على الفور مثل كلّ الأنبياء الذين جاؤوا من بعده بعد أن جاءه الأمر الرّبانيّ بالدّعوة، فنادى قومه، بقوله تعالى: {يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} بكلّ رحمة وحبّ: "يَا قَوْمِ"، رغم أنهم جُهّال، ضُلّال، إلّا أنّه دعاهم بلين ورفق، وقرّب نفسه منهم قائلًا لهم: إنّ الله -سبحانه وتعالى- يتوعّدكم بعذاب ينتظركم، فاتقوا الله وأطيعوني فيما آمركم به، لكنّهم خذلوه، وحاولوا أن يصدّوه عن دعوته، واستمرّوا في عبادتهم لأوثانهم وطغيانهم.
القرآن الكريم دستور هذه الأمّة، ولو تمسّكوا بما فيه من دروس وتوجيهات، فلن يضلّوا الطّريق أبدًا: " تركتُ فيكم شيئَينِ، لنْ تضِلّوا بعدهما: كتابَ اللهِ، وسُنَّتي..."وفي سورة نوح دروس وعبر على الإنسان العاقل المتبصّر أن يعيها، ومنها: