يمكن القول إنّ دواليالخصية(بالإنجليزية: Varicoceles) تُشبهدوالي الساقين، ولكنّ الفرق الحقيقيّ أنّ دوالي الخصية تُصيب منطقة الخصية وليس الساق،ويُعزى حدوث دوالي الخصيةإلى وجود مشكلة في الصمامامات الخاصة بالأوردة التي تُغذّي كيس الصفن (بالإنجليزية: Scrotum)، والذي يُمثل الكيس المغلف للخصيتين والمحتوي على الشرايين والأوردة التي تُزوّد الجهاز التناسلي الذكري بالدم، وبشكل علميّ أكثر وضوحاً يمكن القول إنّ دوالي الخصية تنتج بسبب حدوث تلف في صمامات الشبكة الوريدية المعروفة بالضفيرة المحلاقية (بالإنجليزية: Pampiniform venous plexus)، وفي الحقيقة يتميز هذا الوريد عن باقي أوردة الجسم بقيامه بعملية التبادل الحراري التي تؤدي إلى تبريد الدم الواصل من الشرايين المغذية، وإنّ الهدف من عملية التبريد هو إتاحة الفرصة للحيوانات المنوية للتكوّن، إذ إنّ الحيوانات المنوية لا تتكون إلا على درجة حرارة تُعادل 34.5 درجة مئوية، ولأنّ درجة حرارة الإنسان تُعادل ما يُقارب 37 درجة مئوية، فإنّ تكوين الحيوانات المنوية لن يتمّ إلا إذا تمّ تبريد الدم الواصل إلى الخصيتين، وإنّ إصابة الخصية بالدوالي يتسبب بحدوث مشاكل في عملية التبريد هذه، وهذا ما يُسفر عنتراجع جودة الحيوانات المنويةالمُنتجة في حال الإصابة بهذه المشكلة الصحية، ولكن هذا لا يمنع أنّ هناك العديد من الحالات التي لا تؤثر فيها مشكلة دوالي الخصية في إنتاج الحيوانات المنوية، ومن الجدير بالذكر أنّ مشكلة دوالي الخصية تُصيب ما نسبته 15% من الرجال في العالم، وأغلب المصابين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و25 عاماً، وتجدر الإشارة إلى أنّ دوالي الخصية غالباً ما تؤثر في خصية واحدة، وعادة ما تكون الخصية التي تقع على الجهة اليسرى، ومن هنا يمكن القول إنّ التشريح لكيس الصفن من الجهة اليسرى لا يماثل بشكل كليّ الجهة اليمنى، وإنّ من النادر للغاية أن تُصيب الدوالي الخصيتين في آن واحد.
غالباً لا يُعاني المصابون بدوالي الخصية من أيّة أعراض أو علامات، ولكن في أحيان نادرة قد يُعاني المصابون من الشعور بألم في الخصية المتأثرة، وغالباً ما يهدأ هذا الألم ويخف عند الاستلقاء علىالظهر، ويتراوح هذا الألم بشكلٍ عامّ في حدته، فبعض الأحيان قد يكون خفيفاً، وفي أحيان أخرى قد يكون مُزعجاً للغاية، وتجدر الإشارة إلى أنّ المصابين بألم نتيجة المعاناة من دوالي الخصية يصفون هذا الألم على أنّه يزداد في الحدة والشدة عند بذل المجهود البدنيّ أو الوقوف لفترات طويلة، وقد بيّنوا كذلك أنّ الألم يزداد بمرور الوقت اثاء اليوم، هذا بالإضافة إلى أنّه في بعض حالات الإصابة بدوالي الخصية قد يحدث تضخم أو زيادة في حجم الخصيتين، وغالباً ما يكون التضخم في الخصية اليسرى.
في الحقيقة لا يمكن في العادة ملاحظة إصابة الخصية بالدوالي عند الاستلقاء، ولذلك يعمد الطبيب المختص للقيام بالفحص الجسديّ لخصية المصاب عند وقوفه واستلقائه، ثمّ يقوم الطبيب المختص بعمل التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) لكيس الصفن، وذلك بهدف الكشف عن أية اضطرابات وإعطاء صورة تفصيلية عن حالة المصاب، وعندما يفرغ الطبيب من تشخيص المصاب فإنّه يقوم بتشخيص حالته بالاعتماد على حجمالدوالي، ففي حال كانت صغيرة للغاية يُعطيها الرقم 1، وفي حال كانت متوسطة يُعطيها الرقم 2، وأخراً إذا كانت كبيرة للغاية يُعطيها الرقم 3، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا التصنيف يُعدّ من الروتين الطبيّ ولا يؤثر في تحديد طبيعة العلاج التي سيتمّ اتباعهاللتخلص من دوالي الخصيةوالسيطرة عليها، وذلك لأنّ دوالي الخصية غالباً ما تُترك دون علاج، إلّا في الحالات التي تُسبّب فيها مشاكل على مستوى القدرة علىالحملوالإنجاب أو مدى انزعاج المصاب من وجودها.
هناك بعض المضاعفات الصحية التي قد تترتب على الإصابة بدوالي الخصية، نذكر منها ما يأتي: