يعرف التوكل لغةً بأنّه إظهار العجز الكثير والاتكال على الغير، والاسم منه الوَكالَة، فيقال: وكّلت أمري إلى فلان أي فوّضت أمري له، واعتمدت عليه فيهوقول توكَّل على الله يعني: اعتمد عليه ووثق به، واتّكل عليه في أمره
يقصد بالتوكل في الشريعة الإسلامية: الثقة بالله والإيقان بأنَّ قضاءه ماضٍ، واتباع سنة النّبي محمد صلَّى الله عليه وسلّم في السعي فيما لا بدَّ له من الأسباب
ذهب عامة الفقهاء ومحققو الصوفية إلى أنَّه لا يتنافى التوكل مع السّعيِّ والأخذ بالأسباب من مطعم، ومشرب، والتحرز من الأعداء
عَلَى اللَّهِ)،بأنَّ التوكل ليس أن يهمل الإنسان نفسه كما يقول بعض الجاهلين، وإن كان كذلك؛ لكان الأمر بالمشاورة منافياً للأمر بالتوكل، بل التوكل على الله يعني، أن يراعي الإنسان الأسباب الظّاهرة، ويعوَّل على الله تعالى عليها لا أن يعوّل بقلبه، وذهب جمهور علماء المسلمين إلى أنَّ التَّوكل الصّحيح يكون مع الأخذ بالأسباب، فدعوى التوكل بدونه تكون جهلاً بالشَّرع وفساداً بالعقل