يطلق لفظ أهل الفترة على مَن وصلته الرّسالة ولم تقُم عليه الحُجّة إمّا لجنونه أو لغير ذلك من الأسباب، ويُطلق كذلك على مَن عاش من النّاس في فترةٍ لم يكن فيها تبليغ ولم يُرسل أي رسول من الله تعالى؛ أي من عاشوا في فترة الانقطاع بين الرّسل عليهم السّلام، وقال الله تعالى في القرآن الكريم: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
إنّ من عاش من البشر في زمان منقطع من الرّسل عليهم السّلام، وهؤلاء الأقوام مردّهم وحسابهم إلى الله تعالى، وقسّمهم العلماء إلى ثلاثة أقسام بيانها على النحو الآتيمَن أدرك الله تعالى ووحدانيّته ببصيرته، فمن النّاس لم يدخل بأي شريعة محدّدة؛ مثل: قسّ بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نُفيل، ومنهم من دخل في شرع الله تعالى؛ كقوم تُبّع.