تعدُّ سورةُ التكوير من السور المكية، حيثُ نزلت على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وهي في الجزء الثلاثين وفي الحزب التاسعِ والخمسينَ، رقمُها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 81، عددُ آياتِها 29 آية، سُمِّيَت بسورة التكوير بسبب وصفِ الشمس أنَّها كوِّرَت: "أي أظلَمَت" في بداية السورة، قال تعالى: "إذا الشمسُ كوِّرَت" ، وسنبيِّنُ في هذا المقال فضل سورة التكوير وبعضَ ما تضمَّنَته من عِبر وأحكَام.
تناولت سورة التكوير بعض صور أهوال يوم القيامة العظيمة، ابتداءً من تكويرِ الشمسِ أي إزالةُ ضِيائِها وتساقطِ النجومِ وتحريكِ الجبال من أماكِنها وغيرها من الأحداثِ الطارئة على هذا الكون، قال تعالى: "إذَا الشَّمْس كوِّرَتْ * وإذَا النُّجومُ انكَدَرتْ * وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرتْ" ذكَرَت ما سيَطرأُ على المخلوقات أيضًا جرَّاء تلكَ الأهوال، قال تعالى: "وإِذَا العشَارُ عطِّلَتْ * وإذَا الوُحوشُ حُشرَتْ" ، ومعناها أنَّ الإبل أهملَها أهلُها وتُرِكَت لهول ذلكَ اليوم وكذلكَ تُجمَعُ المخلوقاتُ جميعهُا. وفي الحديثِ الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "مَن سَرَّه أنْ يَنظرَ إلى يَومَ القيامةِ، كأنَّه رَأيُ عَينٍ، فلْيقرأْ "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ