تعدّدرجة حرارةجسم الطفل منخفضة (بالإنجليزية: Hypothermia) عندما تقل عن 35 درجة مئوية، حيث تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية للأطفال والرضع ما بين 36.6 إلى 37.7 درجة مئوية، ويُعدانخفاض درجة حرارةالطفل حالة صحية طارئة، لأنَّها تؤثر في الدماغ والجسم بشكل عام، وتجدر الإشارة إلى أنَّ إهمالها وعدم علاجها قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات عديدة، وتحدث هذه الحالة عندما يتعرض الجسم إلى فقد درجة الحرارة بوتيرة أسرع من توليدها، على سبيل المثال عندما يتعرض الطفل إلى الهواء البارد، أو الماء، والرياح الباردة، أو المطر، ويجدر التنبيه إلى أن الأطفال الرضع لا يملكون القدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم، ويفقدون الحرارة بسهولة أكبر من البالغين فقد تنخفض درجة الحرارة لديهم بمجرد نومهم في غرفة باردة، لذلك من الضروري المحافظة على دفء الطفل.وحقيقة يرافق انخفاض درجة حرارة جسم الطفل ظهور العديد من الأعراض مثل:الارتعاش، وخدر أصابع اليدين والقدمين، والشعور بألم في العضلات، وبطء التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، ومواجهة صعوبة في المشي، والشعور بألم فيالعضلات، وازرقاق مناطق الجلد المكشوفة وانتفاخها، وشعور الطفل بالتشويش الذهني، أما بالنسبة للرضع فقد يبدون بصحة جيدة ولكن يكون جسم الرضيع باردًا وضعيفًا، بالإضافة إلى رفض الطفل للطعام وهدوئه على غير العادة.
ومن الجدير بالذكر أن الجزء المسؤول عن تنظيم درجة الحرارة في الجسم يوجد فيالدماغ، ويُعرف بمنطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، حيث إنه يميز التغيرات في درجة حرارة الجسم ويحفز عمليات الاستجابة للمحافظة على درجة الحرارة الطبيعية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجسم يُنتج الحرارة عن طريقعمليات الأيضالروتينية التي تحدث في الخلايا لتدعم وظائف الجسم الحيوية، ويفقد الجسم معظم هذه الحرارة من خلال سطح الجلد عن طريق عمليات الحمل الحراري، والتوصيل الحراري، والإشعاع، والتبخر، وفي حال تواجد الجسم في بيئة باردة، فإنه يستجيب لذلك من خلال بعض العمليات الطبيعية للحفاظ على درجة حرارته، كالارتعاش الذي بدوره يزيد من نشاط العضلات لتنتج مزيداً من الحرارة، وفي حال استمرار الجسم لفقد الحرارة بصورة أكبر من إنتاجها فإن ذلك يقلل من حرارة الجسم الأساسية (الإنجليزية: Core Temperature)، واستجابة إلى ذلك يحّول الجسم مسارالدممن الجلد إلى الأعضاء الحيوية كالقلب والدماغ،والرئتين، والكلى للتقليل من فقد الحرارة، وتجدر الإشارة إلى أن القلب والدماغ أكثر الأعضاء حساسية للحرارة.
يشخص الطبيب انخفاض درجة حرارة الطفل عن طريق قياسها وملاحظة الأعراض المرافقة لها، وبناءً على هذه الأعراض ومدى انخفاض درجة الحرارة يتم تحديد شدة الحالة؛ فإما أن يكون انخفاض درجة الحرارة طفيفًا (بالإنجليزية: Mild hypothermia) بحيث تتراوح درجة حرارة الطفل ما بين 32-35 درجة مئوية، وإمّا أن يكون الانخفاض معتدلًا (بالإنجليزية: Moderate hypothermia)، بحيث تتراوح درجة حرارة الطفل بين 28-32 درجة مئوية، أو انخفاضًا شديدًا (بالإنجليزية: Severe hypothermia)، بحيث تكون درجةحرارةالطفل أقل من 28 درجة مئوية.
حيث يمكن علاج انخفاض درجة الحرارة الطفيف بسهولة، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة تلقي العلاج المناسب في حال انخفاض درجة حرارة الجسم عن 32 درجة مئوية لتجنب المضاعفات المحتلمة، ويُعدّ الانخفاض الشديد في درجة الحرارة من الحالات الصحية الطارئة، حيث يجب أن يتلقى الطفل في هذه الحالة الرعاية الطبية الفورية، ويمكن تمييز ذلك بملاحظة بعض الأعراض على الطفل، مثل: أن يكون جسمه شديد البرودة عند لمسه، ولا يستجيب لمن حوله، وبؤبؤعينهثابت لا يستجيب للضوء، بالإضافة إلى أنه قد يبدو بأنه لا يتنفس وقلبه لا ينبض؛ وذلك لأن المصاب بانخفاض درجة الحرارة الشديد يتنفس مرة واحدة في الدقيقة،وقلبهينبض بمقدار أقل من 20 نبضة بالدقيقة الواحدة.
يمكن علاج انخفاض درجة الحرارة بتدفئة المريض وذلك لمنع فقد المزيد من حرارة الجسم، كما يجب التنويه إلى ضرورة معاملة الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة برفق وحذر، ونذكر فيما يأتي بعضًا من الإسعافات الأولية والأمور التي يجب اتباعها في حالة انخفاض درجة حرارة الطفل:
كما ذكر سابقاً يجب أن يتلقى الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة الشديد رعاية طبية فورية وطارئة، ولذلك يجدر الاتصال بالطوارئ على الفور لنقل الطفل المصاب إلى المستشفى، وفي هذه الأثناء -بالإضافة إلى الخطوات التي ذكرت في الفقرة السابقة- يتوجب مراقبة تنفس للطفل المصاب؛ وذلك لأن التنفس يكون بطيئًا جداً وضحلًا، وبالإضافة إلى ذلك قد يتوقف التنفس عند الطفل في بعض الحالات، كما يتوجب على الشخص المسعف إجراء الإنعاش القلبي الرئوي على الفور إن لم تظهر أي علامات تدل على الحياة على الطفل المصاب، مثل: إن لم يكن يتنفس بشكل طبيعي، أو فاقدًا للوعي، أو لا يستجيب لمن حوله، أو لا يتحرك.
قد يحتاج الطفل المصاب بانخفاض درجة الحرارة للرعاية الطبية الطارئة، ويعتمد اختيار طبيعة العلاج الطبي على شدة انخفاض درجة الحرارة، ونذكر فيما يأتي بعض العلاجات التي قد يتلقاها المصاب:
يجب التنوية إلى ضرورة تجنب إجراءات معينة للطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة، لتجنب المضاعفات المحتملة التي قد تنتج عنها، ولذلك فإنّه يُنصح بما يأتي:
تجب مراجعة الطبيب في حال استمرار انخفاض درجة حرارة الطفل الرضيع بعد فشل الإجراءات التي يمكن اتباعها لرفع درجة حرارة الجسم، مثل إلباس الطفل ملابس دافئة، ورفع درجة حرارة المنزل وتدفئته، بالإضافة إلى النقاط التي ذكرت في الفقرات السابقة، كما يجب التنويه إلى إرضاع الطفل رضاعة طبيعية في هذه الحالة، ونذكر فيما يأتي توصيات مقدمي الرعاية الطبية التي يجب القيام بها في حال فشل تلك الإجراءات:
يجب التنبيه إلى تجنب التعرض للجو البارد -حتى ولو كان لوقت قصير- لما له من دور في انخفاض درجة حرارة الجسم، ومن الجدير بالذكر أن القشعريرة، والخدران، والشعور بالبرد تعد من العلامات التحذيرية التي قد تدل على فقدان الجسم لحرارته، ونذكر فيما يأتي مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها لتجنب انخفاض درجة حرارة الجسم للأطفال: