يعتبر مرض الزهري من أكثر الأمراض المنقولة جنسيّاً انتشاراً في العالم، وذلك لأنّه مرض معدٍ وبشكل كبير، كما أنّه قد يسبب مضاعفات خطيرة ومزمنة، مثلالتهاب المفاصل، وتلف الدماغ، والخرف، والعمى، وقد يؤدي إلى الوفاة، إذا ما تُرك دون معالجة، وينتجمرضالزهري من الإصابة بعدوى من بكتيريا تُدعى اللولبية الشاحبة (بالإنجليزيّة: Treponema pallidum)، فعند دخول هذه البكتيريا إلى جسم الإنسان، تسبّب بداية ظهور قرح صغير مكان دخولها إلى الجسم، وبعدها يمر الالتهاب بمراحل مختلفة تظهر خلالها العديد من الأعراض.
وتحدث العدوى بشكل رئيس بملامسة هذا التقرحات التي لا ينتبه لظهورها الكثير من المرضى، فينقلون العدوى إلى أزواجهم دون إدراكهم لذلك، وقد شهدت أعداد المصابين بمرض الزهري انخفاضاً كبيراً في النصف الثاني من القرن الماضي؛ وذلك بسبب اكتشاف دواءالبنسلينPenicillin، الذي يُعد العلاج الأول لهذا المرض
يُعدّ الاتصال الجنسي أبرز الطرق التي ينتقل بها مرض الزهري، وبما أنّ البكتيريا المسببة له تعتبر ضعيفة أمام الظروف الخارجيّة، فإنّ انتقال مرض الزهري عبر استخدام الأدوات الشخصيّة للمصاب كالمناشف، أو من خلال المراحيض يُعد أمراً نادر الحدوث، ويحصل انتقال مرض الزهري عند ملامسة التقرّحات الناتجة عنه للأغشية المخاطيّة المبطّنةللمهبل، والإحليل، والتجويف الفموي، والمستقيم عند ممارسة الجنس، وتتفاوت فرصة انتقال المرض باختلاف المرحلة التي وصل إليها، فتكون هذه الفرصة كبيرة في المرحلة الأوليّة منه، أمّا في المرحلة الثانية فتعتمد على وجودالثآليلمن عدمه، فإذا ما وجدت فإن فرصة انتقاله تكون كبيرة كذلك بسبب كثرة عدد بكتيريا في هذهالثآليل، كما قد يصاب العاملون بالقطاع الصحيّ بمرض الزهري عند ملامسة الخدوش، والجروح في أيديهم للتقرّحات الناتجة عن مرض الزهري.
وقد ينتقل مرض الزهري من المرأة الحامل إلى جنينها، وذلك خلال الحمل أو عند الولادة، وقد يسبب في حال عدم علاجه بالشكل المناسبإجهاضالجنين، أو قد يولد مصاباً بالعدوى، وعندها قد تظهر عليه عدّة أعراض، مثلارتفاع درجة الحرارة،وتأخر النمو، والمعاناة من التشنّجات، كما أنّه قد يؤدي إلى وفاته.
يمرّ مرض الزهري عادةً بأربع مراحل رئيسية تكون على النّحو الآتي:
عند الخضوعلعلاجمرض الزهري يجب على المريض عدم ممارسة الجنس ما دامت التقرّحات الناتجة عنه موجودة ولم تشفَ تماماً، كما يجب على الزوج الخضوع للعلاج كذلك، ويجب عليهما التوقف عن ممارسة الجنس إلى حين إكمال العلاج والتأكد من الشفاء. ويعتبر دواء البنسلين Penicillin العلاج الأوللمرض الزهري. ويعالج المرضى في المرحلتين الأوليّة والثانويّة عبر أخذه عن طريق الحقن العضلي.
أمّا في حال المعاناة منالزهريالعصبي فيتم اللجوء غالباً إلى إعطاء البنسلين Penicillin عبر الوريد، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الأضرار الناتجة عن هذا الشكل من المرض لا يمكن إصلاحها، عندها يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض والآلام المصاحبة له فقط. أمّا عند الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة ضد البنسلين Penicillin فقد يتم الاستعانة بمضادات حيويّة أخرى، على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم، مثل دوكسيسايكلين Doxycycline والإريثروميسين Erythromycin وسيفترياكسون Ceftriaxone.
"