ما سبب نزول سورة عبس

الكاتب: مروى قويدر -
ما سبب نزول سورة عبس

ما سبب نزول سورة عبس.

 

 

سورة عبس:

 

تعدّ سورة عبس سورة مكية، ومن السور المفصّلة، وتسمّى بالصاخة، والسفرة، وعدد آياتها اثنتان وأربعون آيةً، وتوجد في المصحف بترتيب ثمانين، في الجزء الثلاثين في الربع الثاني، ومن الحزب التاسع والخمسين، وكان نزولها على النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول سورة النجم، وتبدأ السورة بالفعل الماضي عبس، وممّا يميّزها هو عدم ذكر لفظ الجلالة فيها، ومن القصص الواردة فيها قصة عبد الله بن أم مكتوم، ومن الأمور التي بيّنتها سورة عبس أمور العقيدة الإسلامية، وأمور الرسالة أيضاً، كما وردت فيها دلائل قدرة الله تعالى، ووحدانيته في خلق الإنسان، والنبات، والطعام، كما تحدثت أيضاً عن يوم القيامة، وشدته وصعوبته، وما يكون فيه من أهوال عظيمةٍ.

 

سبب نزول سورة عبس:

 

قال الله تعالى في مطلع سورة عبس: (عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى*أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى*فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى*وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى*وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى*وَهُوَ يَخْشَى*فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى)، فالآيات السابقة نزلت في الصحابي عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه الذي كان فقيراً ضريراً، وذلك عندما أعرض عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب انشغاله بدعوة كبراء قبيلة قريش، طمعاً في إسلامهم وإسلام أتباعهم، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقصد من ذلك الانحياز إلى الطبقة الغنية وترك الطبقة الفقيرة من المجتمع، ولكن وقع الظن في قلبه أن إسلام الغني ربما يؤثر في الدعوة أكثر من إسلام الفقير الأعمى، فنزلت الآيات السابقة في عتاب النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أنّ العتاب كان رقيقاً هيّناً، فالله تعالى لم يوجّه الخطاب له رحمةً وليناً به، فالخطاب ورد في صيغة المجهول، حيث قال: (عَبَسَ وَتَوَلَّى)، ثمّ خاطبه الله في الآية التي تليها، فقال سبحانه: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى).

فذلك يدل على حب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، فالله تعالى يعلم أنّ الرسول أعرض عن ابن أم مكتوم ليس لتكبّرٍ أو غير ذلك، وإنما للحرص الشديد على إسلام كبار قريش، ففي ذلك عزة وقوة للإسلام والمسلمين، فالله تعالى بيّن لرسوله أنه غنيٌ كلّ الغنى عن إسلامهم، وبيّن له أنّه ليس عليه تحميل نفسه مشقةً زائدةً لهداية من يرفض الهداية والخير، حيث قال: (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلى آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنوا بِهـذَا الحَديثِ أَسَفًا)، فالآيات السابقة التي تبيّن عتاب الله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام تدلّ على صدق النبي محمد، وتدلّ أيضاً على أنّ القرآن الكريم نزل من عند الله تعالى، ومن الآيات التي وردت أيضاً في عتاب النبي قول الله سبحانه: (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُريدونَ عَرَضَ الدُّنيا وَاللَّـهُ يُريدُ الآخِرَةَ وَاللَّـهُ عَزيزٌ حَكيمٌ)، فكان العتاب للنبي بترك قتل الأسرى من كفار.

شارك المقالة:
62 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook