ما سبب تحريم لحم الخنزير

الكاتب: مروى قويدر -
ما سبب تحريم لحم الخنزير

ما سبب تحريم لحم الخنزير.

 

 

علة تحريم لحم الخنزير:

 

بيّن الله تبارك وتعالى العلّة في تحريم لحوم الخنزير في قوله تعالى: (فَإِنَّهُ رِجْسٌ)؛ أي أنه نجس، وهو ضار ومؤذٍ ونتن، وهذه العلة تُعتبر علةً ذاتيّةً؛ فهي قائمة لا تنفكّ أبداً عن لحم الخنزير. وهذا يوضح أن العلّة في التحريم ليست علّةً عارضةً أو علّةً مُكتسبةً.


فالعلة العارضة، كأكل الخنزير للقاذورات والقمامة والنفايات، يحدث في بعض الدول دون غيرها؛ لأن الدول في الغرب يُطعمون الخنزير الأعلاف الطيبة، ويُربّونها في حظائر صحيّة ونظيفة ومُغلقة ومُكيّفة، وعندها تنتفي العلة العارضة. وكذلك العلة في كون الخنزير رجس أيضاً ليست مُكتسبةً؛ فلا تزول بزوال سببها، كإصابتة الخنزير ببعض الأمراض، مثل الأمراض الطُفيليّة، والأمراض البكتيريّة، والأمراض الفيروسيّة؛ لأنّ هذه الأمراض مُكتسبة ويُمكن السيطرة عليها سواءً بالعلاج بالمُضادّات الحيويّة التي تُستخدم ضدّ مُسبّبات الأمراض السابقة، أو باستخدام اللّقاحات الوقائيّة، وهي شائعة الآن وتُستخدَم بشكل واسع، وبهذا كلّه تنتفي العلل المُكتَسبة ولا تكون عللاً صالحةً للتّحريم.


بانتفاء العلة العارضة وانتفاء العلّة المُكتسَبة ينتفي الحكم، وفي ذلك تكذيب لكلام الله تعالى الذي يتلوهُ المسلمون إلى قيام الساعة، وتبقى العلة الذاتيّة هي العلّة التي لا تنفك أبداً عن لحم الخنزير، وهي كونه نجساً في ذاته، وضارّاً ذاتيّاً، ومُؤذياً لمن يأكله أو يتعامل معه؛ بالتربية أو يتعامل مع لحمه جزارةً وأكلاً، فالعلة في كون الخنزير رجس هي الأصل في الحكم الشرعيّ وبقائه.

 

أضرار لحم الخنزير:

 

الفرق بين لحم الخنزير واللحم الحلال

 

يحتوي لحم الخنزير على الدهون بكميّة كبيرة، ويمتاز بأن الدهن فيه يدخل ضمن الخلايا العضليّة، كما تتواجد خارج خلاياه في الأنسجة الضامّة، بينما لحوم الأنعام تنفصل فيها الدهون عن النسيج العضليّ ولا تتموضع الدهون في باقي. وقد أثبتت الدراسات العلميّة أن الإنسان حينما يتناول دهون الحيوانات التي تأكل العشب فإن دهون الحيوانات آكلة العشب تُستَحلب في أمعاء الإنسان وتُمتَص وتتحوّل إلى دهون إنسانيّة، أمّا حينما يأكل لحوم الحيوانات التي تفترس وتأكل اللحوم فإن استحلاب دهونها يكون عسيراً في أمعاء الإنسان، ويتمّ امتصاص جُزيئات مادّة الغليسريدات الثلاثيّة الموجودة في دهن الخنزير كما هي إلى الأمعاء دون أن تتحول أو تترسّب في أنسجة جسم الإنسان، فتبقى كدهون حيوانيّة أو خنزيريّة.


ومن المُثير للدّهشة ملاحظة د.هانس هايترش التي يقول فيها إن الذين يأكلون شحوم الخنزير من أيّ منطقة من جسم الخنزير فإنّها تترسّب عند الإنسان في نفس المنطقة ذاتها عند الإنسان الآكل للحم الخنزير، وهكذا وجد د.هانس أنّ النّساء اللواتيّ يأكلن فخذ لحم الخنزير يُشاهد بكل وضوح لديهن تشوّه في الفخذين والإليتين، والكولسترول الناتج عن تحلّل لحم الخنزير في جسم الإنسان يظهر في دمه على شكل كولسترول جزئيّ؛ أي أنّه كولسترول كبير الذرّة، ممّا يُؤدّي ارتفاع الضغط الدمويّ بكثرة، ويُؤدّي كذلك إلى تصلُّب الشرايين، وهما عاملان من عوامل الخطورة التي تُعتَبر تمهيداً لاحتشاء عضلة القلب.


وقد توصل البروفيسور Roff إلى أنّ الكولسترول الموجود في الخلايا السرطانيّة الجوّالة يُشابه الكولسترول الذي يتشكّل عند تناول لحم الخنزير، ويُعتَبر لحم الخنزير لحماً غنيّاً بالمُركّبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكبريت، ممّا يُؤثّر على قابليّة امتصاص الأنسجة الضامّة للماء، فتُصبح الأنسجة الضامّة كالإسفنج وتَكتسب شكلاً كيسيّاً واسعاً، ممّا يُؤدّي إلى تراكم بعض المواد المُخاطيّة في الأوتار وفي الأربطة والغضاريف، ويُؤدّي ذلك إلى ارتخائها، ممّا يُهيّئ للإصابة بالالتهابات، وخاصة الالتهاب المعروف بالتهاب المفاصل التنكسيّ؛ وهو يُصيب المَفاصل بين الفقرات خاصّةً، ويُؤدّي كذلك إلى تنكّس في العظام.


والأنسجة المُحتوية على الكبريت تُصاب بالتعفّن والتخمّر، وتنتج عنها روائح كريهة تفوح بسبب انطلاق غاز كبريت الهيدروجين، وحتى الآنية المُحتوية على لحم الخنزير، وبالرغم من أنّها ربما تكون مُحكمة السدّ إلا أنّه يتوجّب إخراجها من الغرفة بعد أيام بسبب الروائح الكريهة.


وبالمقارنة مع اللحوم الأخرى تم إخضاعها لنفس التجربة، وُجِدَ أن لحم البقر مثلاً كان أبطأ تعفُّناً بشكل ملحوظ من التعفّن الكبير والسريع الذي يُصيب لحم الخنزير، ولم تنطلق من لحم البقر تلك الرّوائح النّتنة التي تنطلق وتفوح من لحم الخنزير. ويحتوي لحم الخنزير كذلك على نسبة تُعتَبر نسبةً عاليةً من هرمونات النموّ ذات تأثير أكيد تُؤهّب وتُمهّد للإصابة بخامة النّهايات، وكذلك لها تأثير في زيادة نموّ دهون البطن (الكرش)، وكذلك زيادة مُعدلات النموّ خاصّةً الأنسجة المُهيِّئة للنموّ والتطوّر السرطانيّ.

 

الأمراض التي يُسبّبها لحم الخنزير

 

الخنزير يختصّ مُنفرداً بنقل 27 مرضاً وبائيّاً إلى الإنسان، وصحيح أن بعض الحيوانات تُشاركه في نقل بقية الأمراض، لكن الخنزير يبقى المَخزن والمَصدر الرئيسيّ لنقل هذه الأمراض. ويمكن أن تنتقل هذه الأوبئة من الخنزير إلى الإنسان بعدّة طرق:

  • يمكن أن تنتقل عن طريق مُخالطة الخنزير أثناء تربيته أو أثناء التّعامل مع مُنتجاته، وهذه الأمراض والأوبئة تُصيب في أغلبها المهنيّين الذين يعملون مع الخنزير أو يتعاملون مع لحم الخنزير، وهم عمال الزّرائب والمجازر وكذلك البيطريّون.
  • يمكن أن تنتقل هذه الأوبئة والأمراض عن طريق تلوّث الطّعام وتلوث الشّراب بفضلات الخنزير، ومن هذه الأمراض الديدان والشّعيرات الحلزونية وغيرها.
  • يمكن أن تنتقل هذه الأوبئة والأمراض عن طريق تناول لحم الخنزير ومُنتجاته، وهذا يُؤكّد ما توصّل إليه العلماء؛ وهو أنّ الحظر المفروض على المسلمين بألا يُلامسوا لحم الخنزير أو يأكلوه ليس بحاجة إلى تبرير بعد كل هذه الأمراض التي تُصيب الإنسان نتيجة تعامله مع الخنزير، سواء كمهنة أو تناول لحمه.
شارك المقالة:
56 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook