ما حكم لعبة الشطرنج

الكاتب: مروى قويدر -
ما حكم لعبة الشطرنج

ما حكم لعبة الشطرنج.

 

 

اللهو المباح في الإسلام:

 

شرع الله -عزّ وجلّ- في الإسلام ما يلبّي حاجات الإنسان جميعها، ومن ذلك حاجات الروح وحاجات الجسد، وفي ذلك يتّضح جمال الإسلام، وأنّه دين وسطيّة واعتدال وسماحة ويسر، حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)، والله -تعالى- خلق الناس وفطرهم على محبّة الترّويح عن النّفس وجعل ما يُشبعها ويرضيها، فأجاز للمسلم أن يتخذ لنفسه وقتاً في الترفيه واللهو، وسنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في سنّته الكثير من الأمثلة على ذلك، إلّا أنّ الله -تعالى- جعل للترفية واللهو ضوابطاً وشروطاً ليكون ممدوحاً مقبولاً عائداً بالنفع على الإنسان وليس جالباً لسخط الله ومضرّة الإنسان.

إنّ الغاية من إباحة اللهو بضوابطه أن يتقوّى الإنسان على الطاعة، ويجدّد به عزيمته في السير وفق ما يرضي الله تعالى،، وفيما يأتي بيان الضوابط الشرعيّة المبيحة للهو:

  • أن يكون اللهو مُباحاً في نفسه.
  • ألّا يشتمل على شيء من المحرّمات؛ كالقمار والغش والاختلاط.
  • ألّا يشغل وقت الإنسان كلّه، فيكون فيه تضييعاً للعمر والوقت.
  • ألّا يتسبّب بترك الواجبات أو التقصير فيها.

 

حُكم لعبة الشطرنج:

 

اتفق العلماء على حُرمة لعبة الشطرنج وغيرها من الألعاب إذا كانت مشتملة على شيء محرّم؛ كالغش والكذب والكلام الفاحش والظلم وغير ذلك من المحرّمات، وكذلك إذا كانت مُلهية ومتسببة في التقصير بأحد الواجبات؛ كالصلاة وبرّ الوالدين وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، لكنّهم اختلفوا في حُكمها إذا لم تشتمل على محرّم ولم تُلهي عن واجب.

ذهب جمهور العلماء إلى تحريم اللعب بالشطرنج حتى وإن لم يشتمل على محرّم أو ألهت عن واجب، واستدلّوا لذلك بعدد من الأدلّة؛ منها: قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ)، ووجه الدلالة في الآية أنّ الله -عزّ وجلّ- حرّم النرد والشطرنج سواءً أكانت بقمار أو دون قِمار؛ لأنّه أخبر عن وجه تحريم الخمر بسبب إيقاعها للعداوة والبغضاء بين المسلمين وصدّها عن ذكر الله -عزّ وجلّ- وعن الصلاة، فكلّ ما كان ذلك شأنه سواءً أكان أثره قليلاً أم كثيراً كان مشابهاً للخمر وداخلاً في حكم التحريم.

وأمّا الحنفيّة والشافعيّة والمالكية في أحد أقوالها فذهبوا إلى كراهة لعبة الشطرنج دون حرمتها، وذهب أبو يوسف إلى إباحتها مطلقاً، وذلك كما قال لِما فيها من إعمال للعقل وتذكية للأفهام، كما أنّ الأصل في الأشياء الإباحة إلّا إذا كان هناك دليل على الحرمة، ولم يرد نصّ في حرمة الشطرنج أو في معنى ذلك.

شارك المقالة:
60 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook