الزواج من أرفع وأطهر العلاقات البشريّة وأنقاها، وهو من أكثرها تناغماً وانسجاماً، وممّا يدلّ على طهارة ونقاء تلك العلاقة أنّ الله سبحانه وتعالى قد وصفها في كتابه العزيز بأنّها مودّة ورحمة، فالمودة في عطاء الزوجين لبعضهما، لذلك فإنّ الحياة الزوجية يجب أن تقوم على تقوى الله ومودة الزوجين لبعضهما، ولا يجوز لأحدهما أن يتجاوز الحدود التي وضعها له الشرع، أو يخالف أحكام الإسلام.
إنّ من أبرز ما يسبّب الخلافات بين الزوجين وربما يؤدي للطلاق تهاون الأزواج في ضرب زوجاتهم بحجة ورود نصوص شرعيّة بإباحة ذلك، فهل وردت حقاً نصوص شرعيّة تُبيح الضرب، وما هو حكم ضرب الرجل لزوجته؟
لا يجوز لأيّ أحد أن يضرب شخصاً آخر دون وجه حق، سواء كان ذلك الشخص رجلاً أو امرأة، لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)، ومن باب أولى كان ذلك المنع أشد درجةً في ضرب الزوج لزوجته، فلا يجوز لرجلٍ أن يضرب زوجته مهما كان الدافع، ومهما كانت الغاية من ذلك، إلا في أحوال خاصة، ووفق شروط وضوابط خاصة.
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: (... اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ...)، وبيان شروط ضرب الزوج المباح لزوجته فيما يلي
موسوعة موضوع