ما حكم سماع الاغاني

الكاتب: مروى قويدر -
ما حكم سماع الاغاني

ما حكم سماع الاغاني.

 

 

حكم سماع الأغاني:

 

يختلف حكم سماع الأغاني عند العلماء تبعاً لعدّة أمورٍ، وبيان ذلك فيما يأتي:

  • يحرم الغناء المصاحب لآلة العزف، مهما كان نوعها، ومهما كانت تسميتها؛ فهو محرّم عدا ما ذهب الفقهاء إلى إباحته وهو الدّف، مع التأكيد على شرط أن تكون الكلمات المغنّاة المصاحبة للدف مشروعه.
  • أما الغناء غير المصاحب لآلة موسيقية فالكلام فيه عند العلماء فيه شيء من التفصيل:
    • يحرم الغناء بصوت امرأةٍ أمام غير المحارم من الرجال؛ قياساً على حرمة رفع الأذان بصوت المرأة، ورفع صوتها كذلك بتلاوة القرآن الكريم، فأصبح النهي عن رفع صوتها بالغناء أمام الرجال أوجب حتى لو كانت الكلمات مباحةً، وقد أجاز أهل العلم للمرأة أن تنشد كلماتٍ مشروعةً بلحنٍ وترنيمٍ أمام محارمها، كالأب والأخ، مع ضرورة أن لا يكون ذلك سبباً في الإلهاء والغفلة عن ذكر الله تعالى وإقامة الصلاة.
    • يباح للمرأة أن تغني بحضرة النساء، ولكن بشرط أن يكون الغناء بكلامٍ حسنٍ ليس فيه فجورٌ ولا فحشٌ، ولا يتضمّن دعوةً إلى رذيلةٍ أو محرّمٍ.
    • الغناء بصوت رجلٍ أباحه بعض أهل الفقه، وذهب آخرون إلى كراهيته، وإذا كانت الكلمات المغنّاة تتضمن كلاماً مباحاً، أو تشكّل كلماته دعوةً إلى خيرٍ وفضيلةٍ جاز ولا بأس فيه، وقاس المبيحون من أهل العلم ذلك على قول الشعر؛ فقد كان يُلقى الشّعر بحضور رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ولم ينكر فعل ذلك، بل إنّ كعباً -رضي الله عنه- قد أنشد أمام النبي -عليه الصلاة والسلام- شعراً مرّةً، وشرع به على عادة العرب في شعرها بالغزل، وكان غزلاً طاهراًعفيفاً، ولم ينكر عليه الصلاة السلام ما أنشده كعب، ثمّ إنه ثبت أنّ رسول الله الكريم قد أمر حسان بن ثابت -رضي الله عنه- بقول الشعر.
    • ذهب العلماء إلى ضرورة الاقتصاد في باب الغناء المباح للرجال، وإنّه لا ينبغي الإكثار من الشّعر أوالحداء بشكلٍ يصرف المسلم عن أموره وشؤونه الاخرى الهامّة.
    • العلماء متّفقون على أنّ الغناء إذا تضمّن كلماتٍ قبيحةً، أو جاء فيه دعوةٌ إلى معصيةٍ أو فسادٍ؛ كأن يصف مفاتن النساء، أو يتغنّى في لذّة شرب الخمر.
    • الغناء بكلامٍ حسنٍ مُباحٍ ما لم يرافقه محرّمٌ؛ فيحرمُ لأجل القرين، كمجالس الاختلاط غير المنضبطة بضوابط الشرع، أو رافقها حضورٌ وشربٌ للخمور، وقد أشار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى هذا حينما قال: (ليشرَبنَّ ناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها، يُعزَفُ علَى رءوسِهِم بالمعازفِ، والمغنِّياتِ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ).
    • يباح ما يعرف اليوم بالإنشاد الإسلامي في الراجح عند أهل العلم، وهو مدرجٌ في مصنفاتهم تحت باب السماع، شريطةً أن تكون كلماتها حاثّةً على الخير. وقد فصّل الإمام الشاطبي في هذه المسألة في كتابه الاعتصام، وعدّد أمثلةً على تلك الإنشادات المشروعة، ومنها: الدّفاع عن الإسلام وأهله، وطلب الحاجات بالإنشاد الشعري، والتّشفع عند علية القوم، وما يُقال لشحذ الهمم ورفع المعنويات للجهاد وبذل النفس والنّفيس في سبيل الله، وما يُنشده المرء لوعظ نفسه أو غيره، ودعوتها للصلاح والإستقامة على نهج الله تعالى.
    • ينبغي على المسلم وهو يتحرّى الحلال والحرام في مسألة الغناء أن يحسن التمييز بين ما أُلِف من الإنشاد المشروع في العصر الأول وما آل إليه حال الإنشاد بعدهم؛ يقول الإمام الشاطبي: (لَكِنَّ الْعَرَبَ لَمْ يَكُنْ لَهَا مِنْ تَحْسِينِ النَّغَمَاتِ مَا يَجْرِي مَجْرَى مَا النَّاسُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، بَلْ كَانُوا يُنْشِدُونَ الشِّعْرَ مُطْلَقًا مِنْ غَيْرِ أَنَّ يَتَعَلَّمُوا هَذِهِ التَّرْجِيعَاتِ الَّتِي حَدَثَتْ بِعَدَهُمْ، بَلْ كَانُوا يُرَقِّقُونَ الصَّوْتَ وَيَمُطِّطُونَهُ عَلَى وَجْهٍ لَا يَلِيقُ بِأُمِّيَّةِ الْعَرَبِ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا صَنَائِعَ الْمُوسِيقَى، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلْذَاذٌ وَلَا إِطْرَابٌ يُلْهِي، وَإِنَّمَا كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ النَّشَاطِ؛ كَمَا «كَانَ الْحَبَشَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَحْدُوَانِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَمَا كَانَ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ عِنْدَ حَفْرِ الْخَنْدَقِ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ،، عَلَى الْجِهَادِ مَا حَيِينَا أَبَدَا، فَيُجِيبُهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بِقَوْلِهِ): اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ ،، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ»).
    • الأغاني الشائعة اليوم في حياة الناس، وتنتشر كلماتها على ألسنة الكثيرين محرّمةٌ؛ لأنّها تقوم أساساً على كثيرٍ من المخالفات الشرعية والمنهيات؛ وذلك لكلماتها الفاحشة، وعباراتها الداعية إلى الرّذيلة، ومصاحبتها لآلات العزف المحرمة، كما أنّ مجالسها ونواديها يكثر فيها السّفور والتبرج والاختلاط.

 

تعريف الغناء ومرادفاته وصوره:

 

إنّ للغناء صوراً متنوّعةً أنواعاً تتشابه وتختلفُ في ما بينها، وتفصيلها على النحو الآتي:

  • تعريف الغناء: الغناء في عُرف العرب يقصد به كلّ كلامٍ يجري على الألسن باللحن والترنم على وجه التطريب، وقصد تحريك المشاعر، سواء كان موزوناً أوغير موزون، وقد يكون مصاحباً لآلة العزف.
  • المصطلحات المرادفة للغناء: المصطلحات التي تُذكر مع الغناء كثيرة، وأهمّها، الطرب والحداء والإنشاد والنصب، ولكنّ الحداء غناء خاصٌّ بالإبل، والنَّصب إنشاد تأتي منزلته بين الحداء والغناء، وأمّا الطرب فهو كلّ غناءٍ رافقه اهتزاز وحركة، بينما يندرج تحسين الصوت بالأشعار وما شابهه تحت باب الإنشاد.
  • بعض صور الغناء:
    • ما يصدر من كلمات ملحّنة من المغنّين والمنشدين في حفلات الأفراح والمناسبات.
    • الأشعار المُنشدة بقصد تحريك المشاعر نحو شيءٍ محدّدٍ.
    • الكلمات الملحّنة نحو ما تنشده الأم لوليدها عند النوم.
    • ما يلحّنه حادي الإبل؛ لتنشط إبلُه، وتزيد عزيمتها في السّير.
شارك المقالة:
71 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook