خلق الله -تعالى- الإنسان لعبادته، وتوحيده، وإقامة أوامره، مع الحرص على إخلاص النيّة، فالإنسان خليفةٌ على الأرض، ولتحقيق ذلك فإنّ الله -تعالى- سخّر كلّ ما في الكون في سبيل تحقيق معاني الاستخلاف، ومن وسائل ذلك شُرع النكاح والزواج، حيث إنّ النكاح من أجلّ النعم التي أنعم بها الله -تعالى- على عباده، حيث قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
تتكون الأمة من مجموعةٍ من الأسر التي تترابط فيما بينها، بالعديد من المبادئ والقوانين، والأعراف والتقاليد، ولا بدّ أن يكون أساس المجتمع قوياً ومتماسكاً، وذلك يتحقق بتماسك الأسرة وقوتها، وترابطها مع بعضها البعض، ومن وسائل تحقيق ذلك الزواج، فالزواج له العديد من الأهداف والغايات التي شُرع من أجلها، وفيما يأتي بيان بعضها:
بيّنت الشريعة الإسلامية حكم الزواج، إلّا أنّ حكمه يختلف باختلاف حال الشخص، والقدرة المالية والجسدية الخاصة به، وقدرته على تحمّل المسؤولية، وفيما يأتي بيان أحكام الزواج بشكلٍ مفصّلٍالزواج الواجب؛ يكون النكاح واجباً عند عامة الفقهاء، عند الخوف على النفس من الوقوع في المحرّمات والمحظورات، فالواجب إعفاف النفس ومنعها من الوقوع فيما نهى الله عنه، حيث لا يوجد أيّ سبيلٍ لعدم الوقوع في ذلك، إلّا الزواج، كما أنّ بعض أهل العلم قالوا بأنّ ذلك الحكم لا يختلف باختلاف قدرة الشخص المادية، سواءً أكان قادراً أم عاجزاً عن الإنفاق، وقالوا بأنّ الله -تعالى- وعد العاجز بالغنى إن تزوّج.