يُعرّف الإخفاء لغة بأنّه الستر، ويقال أخفيت الكتاب: أي سترته عن العيون، واصطلاحًا: هو أحد أحكام التجويد ويتمثّل في النطق بصفة بين الإظهار والإدغام، أي أنّه خالٍ من التشديد، ولكن مع وجود غنة، وعليه فإنّ الإخفاء لا يكون إلّا من خلال تحقق الأمور الآتية:
يبلغ عدد حروف الإخفاء الحقيقي 15 حرفاً، فإذا جاء حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة، أو بعد التنوين في كلمة، أو في كلمتين، وجب إخفاؤهما، وقد تم جمع حروف الإخفاء في البيت الآتي:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
وقال بعضهم:
ضحكت زينب فأبدت ثنايا
طوقتني ظلما قلايد ذل
يقول ابن الجزريّ في النطق بالإخفاء أثناء التلاوة: لا بدّ وأن يترك القارئ فرجة صغيرة في الشفتين عند النطق بالإخفاء، للسماح للهواء بالمرور، إذ إنّ إطباق الشفتين يتسبّب بعدم ظهور الإخفاء، كما أنّ إخفاء الميم لا يعني إعدام وجودها مطلقاً، بل يعني إضعافها، وإخفاء جزء يسير منها في الجملة، ويكون هذا بتقليل الاعتماد على مخرجها، وهو الشفتين؛ وذلك لأنّ قوة النطق بالحرف يعتمد بشكل كبير على مخرجه، وإخفاء جزء منه يتطلّب تجاهل المخرج شيئاً يسيراً.
يكمن سبب الإخفاء في عدم اقتراب مخرج النون الساكنة والتنوين من مخارج حروف الإخفاء، وعدم ابتعاد مخرجهما عن مخارج حروف الإخفاء، ولهذا السبب فإنّ حكم الإخفاء هو عدم الاقتراب في المخارج كالإدغام، وعدم الابتعاد الموجب كالإظهار، وبناءً على هذا أُعطي الإخفاء حكماً متوسطاً بين الإظهار والإدغام، وفي هذه الحالة فإنّ اللسان لا يعمل؛ لأنّ النون الساكنة والتنوين يخرجان من الخيشوم عند النطق بحكم الإخفاء.
موسوعة موضوع