لقد شرع الله -تعالى- أن تؤدّى الصلاة جماعة في المساجد في حقّ الرجال، وذلك إظهاراً للدين، وتمييزاً للمؤمنين عن المنافقين، وتنشيطاً لكلّ عباد الله الصالحين، وتعليماً وتفهيماً للجاهلين، وجعل الله -تعالى- في المشي إليها كلّ الأجر والحسنات، والرفعة في الدرجات، ومحواً للآثام والخطايا، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن غَدا إلى المَسجدِ وراح، أَعدَّ اللهُ لَه نُزُلَه مِنَ الجنَّةِ، كلَّما غَدا أو راحَ)، ولقد حرص الصحابة والصالحون على أداء صلاة الجماعة، وداوموا عليها في مساجدهم، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الذي كان يحرص على أدائها حتى في أصعب الأوقات وأشدّها حرجاً، وحتى في مرضه، فقد كان يحاول ويغتسل لكلّ صلاةٍ، لعلّه يتمكّن من أدائها جماعةً مع المسلمين، ولمّا جاءه رجلٌ أعمى، قال: (يا رسولَ اللهِ، إنّه ليس لي قائدٌ يقودُني إلى المسجدِ، فسأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يُرخِّصَ له فيُصلِّي في بيتِهِ، فرخَّصَ له، فلمّا ولَّى دعاه، فقال: هل تسمعُ النداءَ بالصلاةِ؟ فقال: نعم، قال فأَجِبْ).
اختلف العلماء في حكم صلاة الجماعة وذهبوا في ذلك إلى عدّة آراءٍ، وبيانها فيما يأتي:
إنّ من عظم أهمية الصلاة في الإسلام أنّ الشريعة فاضلت بين أدائها بشكلٍ فرديٍ، وبين أدائها في جماعةٍ، فجعلت أداءها في جماعةٍ أفضل بكثيرٍ من أدائها بشكلٍ منفردٍ، ورتّبت على ذلك الأجر والفضل العظيم، وفيما يأتي تفصيلٌ لأهمية صلاة الجماعة، وفضلها على صلاة الفرد:
موسوعة موضوع