يتبادل النّاس فيما بينهم في الأعياد والمناسبات المختلفة الهدايا، وهي وسيلة للتّعبير عن المشاعر الكامنة في النفس، وقد أُهدِيت للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الهدايا وقبِلها، وأهدى هو بعض أصحابه رضي الله عنهم، وتظهر أهميّة الهديّة في تصفية النفوس، ودورها في توطيد العلاقات، وترسيخ المحبّة بين الناس، وبعض الأشياء المبذولة لا يكون القصد عند بذلها الإهداء، إنّما تكون من باب الصّدقة، فما هي الهديّة، وما هي الصّدقة، وما الفرق بينهما؟
تُعدّ الصّدقة من أبرز الفضائل التي دعا الإسلام إليها، وحبّب في فعلها، عن طريق الحثِّ على البذل والإنفاق؛ لمواساة الفقراء، وكسب الأجر، ومضاعفة الثواب، وتطهير النفس من الشُحِّ والبخل، فيُستحبُّ للمسلم في كلِّ وقتٍ وفي أيِّ حالٍ أن يتصدَّق بما فَضُل لديه من أموال، وقد أثنى الله -سبحانه وتعالى- على المتصدِّقين، فقال عزّ وجل: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ