المحتوى

ما الفرق بين الصوفية والسنة؟

الكاتب: منى -

ما الفرق بين الصوفية والسنة؟

أولا يجب تحديد قاعدة للبحث في هذا السؤال فما المقصود بالصوفية
وما هو المقصود بالسنة إن مجرد طرح سؤال بهذه الصيغة يوحي بأن بينهما تناقضا وهو من باب الجهل بالشيء.
وكلنا يعلم أن الإسلام لا يحده مذهب أو طريقة أو جماعة فهو جملة متكاملة من الأحكام الشرعيةمن أحكام معاملات وعبادات
تشمل كل ما يحقق للمؤمن معرفة الحقيقة التي جاء بها للكون والرسالة التي كلفه الله بها.
وإن اختصار الإسلام بفرقة أو جماعة فهو من باب الإساءة لهذا الدين العظيم وعليه لم تكن الصوفية مذهبا من المذاهب ولا طريقة انشقت عن الإسلام
بل هي تحقيق مقام الإحسان وهو أعلى مقامات الإيمان ودليله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاءكم جبريل يعلمكم دينكم عندما سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
وقد يختلط الأمر عند البعض بين الزهد والتصوف
وتعريف التصوف : ( صفاء الباطن وتنزيه القلب عما سوى الله ) وليس ما يشاع بأنه لبس الصوف وكان الناس بعد القرن الثالث قد ابتعدوا عن حقيقة الدين وانشغلوا بالدنيا وأهملوا الإشتغال بإصلاح القلوب واهتموا بعلم الشريعة من عبادات وشعائر
وأهملوا علم الحقيقة أي شهود الحق في هذه العبادات والشعائر فأصبحت العبادات
عادات ولا يتحقق الإيمان إلا باجتماعهما معا
وقد قيض الله لهذه الأمة من يعيدها لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وجمعوا الناس على أذكار تحيي القلوب كي لا تكون العبادات خالية من روحها.
وإذا تأملنا في سيرة العلماء الذين اهتموا بتزكية النفس لوجدناهم أعلم أهل زمانهم
فقهاء في كتاب الله وسنة رسوله وليس غريبا فكلهم من آل بيت النبوة
فمنهم الإمام عبد القادر الجيلاني
والإمام أحمد الرفاعي والإمام العز بن عبد السلام والإمام أبو الحسن البصري وغيرهم كثير ومنهم من دون كتبا في تزكية النفوس كالإمام إبن عطاء الله السكندري
الذي نقلت عنه الحكم العطائية
والإمام القشيري في رسالته القشيرية
وحجة الإسلام الغزالي في كتابه العظيم إحياء علوم الدين .
وكان منهم القادة عبر التاريخ الإسلامي كالسلطان صلاح الدين الأيوبي
والسلطان محمد الفاتح
ومن تاريخنا الحديث الأمير عبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي
وعمر المختار
وعز الدين القسام
رحمهم الله جميعا.

 

شارك المقالة:
104 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

مقالات من نفس التصنيف

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook