وقد يقول قائلٌ: إن الله سبحانه وتعالى أقسم بنفسه وبمخلوقاتهِ، كالشمس والقمر والنجم والطور والسماء ذات البروج، فقال تعالى: “وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا 1. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا 2. وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا 3. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا 4. وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا 5. وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا 6. وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا 7. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا 8. فالجواب أن القسم بالمخلوقات أمرٌ اختصه الله لنفسه، ولم يجعله لأحد من خلقه، وأخيراً فقرم الحلف بغير الله وعدهُ شركاً وكفراً، فقال عليه الصلاة والسلام : “من حلف بغير الله فهو كاذب”.
والحكمة من قسم الله بالمخلوقات، أن العرب كانت تهتم بالكلام المبدوء بالقسم، إذ تشعر بالاهتمام بالمقسوم عليه، ممّا يجعلها تصغي إلى الكلام الذي يبدأ بالقسم باهتمام، وبالتالي تفكر فيه، لتهتدي إلى الحق. فمن هذه الحكم لفت النظر إلى مواضع العبرة في هذه الأشياء بالقسم بها، والحث على تأملها، حتى يصلوا إلى وجه الصواب فيها، فقد أقسم الله بالملائكة لبيان أنهم عباد الله، خاضعون له، وليسوا بآلهةٍ يعبدون. وأقسمَ بالقمر وبالشمسِ والنجوم.