شرع الله للناس أوقاتاً متعددةً للاجتماعات؛ منها: الاجتماع لأداء الصلوات الخمس كلّ يومٍ، والاجتماع في العيدَين والجمعة، وفي الحجّ والعمرة، فقد حرص الإسلام على الاجتماع في الأفعال والنيّات والأقوال والقلوب والبدن؛ وذلك لما فيه من تحقيق المحبة بين المسلمين ولما في ذلك من مهابةٍ وقوّةٍ.
تتمثّل الحكمة من جعل صلاة الجمعة ركعتين بالتيسير والتخفيف على المصلين، كما أنّ خطبة الجمعة تستغرق وقتاً طويلاً؛ فلو كانت صلاة الجمعة أربعةً لطال على المصلين الوقت، وبما أنّ يوم الجمعة هو عيدٌ للمسلمين فمن بابٍ أولى أن تكون مقاربةً لصلاة العيد، وبعض العلماء بيّن أنّ الحكمة في ذلك تتمثّل في أنّ الخطبتين في صلاة الجمعة بدلٌ عن الركعتين، ولا يمكن أن يُجمع بين المُبْدَل والبدل.
اتّفق العلماء أنّ صلاة الجمعة ليست واجبةً على النساء، وعليهنّ الصلاة في البيت أربع ركعاتٍ؛ صلاة الظهر يوم الجمعة، والحكمة من عدم فرض صلاة الجمعة على النساء أنّ الشرع يرغب في عدم تواجد المرأة في أماكن وجود الرجال، ممّا قد يؤدّي إلى الاختلاط فيما بينهم، وفي حال التزمت المرأة بالشروط عند خروجها للمسجد من عدم التعطّر والتزيّن فلا بأس في حضورها صلاة الجمعة، وتؤديها مع الإمام ركعتين بدلاً عن صلاة الظهر، أمّا أداء صلاة الجمعة في البيت بشكلٍ منفردٍ فلا يصحّ، سواءً كان رجلاً أو امرأةً؛ لأنّ صلاة الجمعة لا تكون صحيحةً إلّا جماعةً، وبالنسبة للمرأة فالأفضل لها أن تصلّي في بيتها صلاة الظهر.
اختصّ يوم الجمعة بعددٍ من الآداب؛ منها:
موسوعة موضوع