صنّف الإمام الطبري تفسيراً للقرآن الكريم أطلق عليه: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ويعد تفسيره من أجلّ وأعظم التفاسير، وذلك لتميّزه بعدّة أمورٍ؛ منها: جمع الأقوال المأثورة عن الصحابة -رضي الله عنهم- وغيرهم الواردة في تفسير كلام الله، كما اهتم وحرص على النحو والشواهد من الشعر، ووجّه الأقوال في التفسير، ورّجح بينها وبين القراءات القرآنية، واجتهد في المسائل الفقهية بدقةٍ في الاستنباط، وتجّنب البِدع والأمور المنكرة، وحرص على اعتقادات أهل السنة والجماعة، وبدأ تفسير كلّ آية بالأقوال الواردة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وعن الصحابة.
هو الإمام أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم، يتصل نسبه بجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، يكنّى بأبي العباس، وكان يلقّب بالكثير من الألقاب؛ بسبب مكانته العلمية، وعلمه الغزير بأمور الدنيا، ومن ألقابه: شيخ الحرم، وفقيه الحرم، وحافظ الحجاز، ومحدّث الحجاز، وشيخ الشافعية، وُلد سنة ستمئةٍ وخمسة عشر، في السابع والعشرين من جمادى الآخرة، كانت نشأته في بيت علمٍ وشرفٍ ونسبٍ ورياسة،ٍ ممّا كان سبباً في علمه ونشأته، إضافةً إلى جواره من مكة المكرمة، فسمع من العلماء صحيح البخاري وصحيح مسلم، إضافةً إلى السنن غير سنن ابن ماجه، وغيرها من كتب الحديث والفقه، كما انتقل إلى بغداد ومصر واليمن لتلقّي العلم فيها.
صنّف الإمام الطبري عدّة مؤلفاتٍ في عدة علوم، ومن المصنفات التي ألّفها:
موسوعة موضوع