حثّ الإسلام على كفالة اليتيم والتوصية به، وبالمحافظة على ماله حتى يبلغ رشده، لذلك ذكر الله -تعالى- اليتيم في آياتٍ كثيرةٍ كلها توصي به، وتبيّنُ رحمةَ الله به؛ لتعويضه عن اليُتم الحاصل له، منها قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ)،[وقد أوصى الله -تعالى- بهم في هذه الآية وشملهم بالإحسان المأمور به للوالدين والأرحام والمساكين، وأمر بالإنفاق عليهم في آياتٍ أخرى، وجعل لهم نصيباً من الغنائم، وجعل من صفات المؤمنين أنهم يحبّون اليتامى ويطعمونهم، قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) وقد حذّر الله -تعالى- من الاقتراب من مال اليتيم في قوله تعالى: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ)،[٣] فدل تقييده بالتي هي أحسن على جواز الاقتراب من مال اليتيم فقط لأجل تنميته واستثماره.
ينال كافل اليتيم فضلاً عظيماً وبركةً وخيراً في الدنيا قبل الآخرة، وفيما يأتي ذكر بعض تلك الفضائل