مدينةُ فاس هي مدينةٌ مِنَ المُدنِ المغربيّة والتي تعتبرُ رابع أكبر مدينةٍ في المغرب، وشهدتْ مدينةُ فاس منذُ تأسيسها تطوراً اجتماعياً، واقتصادياً ساهم في بناءِ حضارتها، وأيضاً لموقعها الاستراتيجيّ الذي يربطُ بين الطُرق التجاريّة العامة الداخليّة ضمن مُدنِ المغرب والخارجيّة مع الدول والمناطق الأُخرى، وساهم ذلك في جعلِ مدينة فاس من المُدنِ التي تشهدُ نمواً اقتصادياً مستمراً، ما زالت نتائجه تؤثر بشكلٍ إيجابيّ على الحياة العامة في المدينة.
يعتبرُ إدريسُ القرشيّ أو كما يُعرفُ باسم إدريسُ الثاني؛ مؤسس مدينة فاس، وهو من أحفادِ الخليفة الإسلاميّ علي بن أبيّ طالب - رضيّ الله عنه -، وكان قد وصل إلى المغرب العربيّ في نهايةِ القرن الثاني للهجرة، وعملَ على تأسيسِ مدينةِ فاس في عام 804م، حتى تكونَ عاصمةً للدولة الإدريسيّة، وحرص إدريسُ الثاني على الاهتمامِ ببناء المعالم الحضاريّة الخاصة بمدينةِ فاس، مما ساهم في نموها الحضاريّ، وتصنيفها كواحدةٍ من المُدنِ المهمة في المغربِ العربيّ، واستمرتْ مدينةُ فاس عاصمةً للدولة الإدريسيّة حتى انتهاء حُكمها في عام 927م.
تقعُ مدينةُ فاس في الجهةِ الشماليّة بالقُربِ من وسطِ المغرب، وتتميّزُ بتنوعِ تضاريسها الجغرافيّة؛ إذ تحتوي على العديدِ من مصادر المياه الجوفيّة، والتي تشكلُ جُزءاً من المسطحات المائيّة العامة الخاصة بالمدينة، وأيضاً تحتوي على مجموعةٍ من الوديان التي تُشكّلُ جُزءاً من الامتدادِ الطبيعيّ لينابيع الماء الخاصّة بالمدينةِ، كما تنتشرُ في مدينةِ فاس العديدُ من المرتفعات الجغرافيّة، وخصوصاً التلال التي تحيطُ في المدينةِ من كافّة جهاتها الجغرافيّة.