ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث عدة، من هذه الأحاديث ما كان ضعيفاً لا يعتد أو يحتج به، ومنها ما كان صالحاً للاحتجاج به، ومما يحتج به من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه، فيغفرُ للمؤمنينَ، ويُملي للكافرينَ، ويدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه)، وفي حديث آخر قوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ)، وقال عطاء بن يسار: إنّ ليلة النصف من شعبان هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، حيث يتنزل فيها رب العزة إلى السماء الدنيا، فيغفر لجميع العباد إلا من كان مشركاً أو قطاعاً لرحمه أو مشاجراً، وعلى هذا ينبغي على المسلم أن يحرص على أن يطيع ربه بما يؤهله لنيل مغفرة ربه، وألا يرتكب الذنوب والمعاصي التي تحجبه عن مغفرة ربه، ومن هذه الذنوب الشرك، والشحناء، والبغضاء بين المسلمين.
لم يرد في فضل العبادة من صلاة أو صيام في ليلة النصف من شعبان حديث ضعيف، بل كل ما ورد فيها كان من الأحاديث الموضوعة التي لا يحل العمل بمقتضاها أو الأخذ بها، سواء كان ذلك في فضائل الأعمال أم غيرها، وممن حكم على تلك الروايات بالبطلان الإمام الجوزي في كتابه الموضوعات، وكذلك العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه المنار المنيف، وقال ابن باز رحمه الله إنّ كل ما ورد في فضل هذه الليلة من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة التي لا أصل لها، وبالتالي فهي ليلة لا تخص بشيء من العبادات من صلاة خاصة أو قراءة.
لا يجوز تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام دون غيره من الأيام إلا في حالات معينة، وهي أن يصومه مع باقي أيام شهر شعبان المستحب الإكثار من الصوم فيه، وكذلك يجوز صيامه لمن كانت له عادة في الصيام كصيام يوم وإفطار يوم، أو لمن كانت عادته صيام الإثنين والخميس إذا وافقت تلك الأيام يوم النصف من شعبان، وكذلك يجوز صيامه باعتباره من الأيام البيض.
موسوعة موضوع