أشار العُلماء ومنهم الإمام إبن الجوزي -رحمه الله- إلى ضعف الحديث المتعلق بالنّهي عن نوم العصر والذي نُسب قوله إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والذي ورد فيه:(من نام بعد صلاة العصر فأصيب في عقله فلا يلومن إلا نفسه) بل جَزَم البعضُ منهم بأنّه حديثٌ موضوعٌ مكذوبٌ على النّبي –صلّى الله عليه وسلّم وبناءً على ذلك نجد أنه لا يوجد نصّ حديثٍ صحيحٍ يُثبتُ الكراهة الشّرعية للنَّوم بعد العَصر فيبقى حكم الأصل وهو الجواز إلّا في حال ثبوت ضرر هذه النومة على صحة الإنسان وجسده فحينئذٍ يجب اجتنابها والحذرُ منها، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ العلماء والعرَب في القديم لم يمْدحوا ولم يستحسنوا هذه النّومة وإن لم يثبُت ضررها على الإنسان،ذلك لعدّة أسبابٍ اعتبروها ومنها ما يأتي
النّوم هو وقتٌ تتوقفُ فيه حواس الإنسان بنوعيْها الظاهرة والباطنة عن تأدية وظائفها رغم كونها سليمة لا خلل فيها، كما ويُمنع فيه الإنسان عن إعمال عقله رغم سلامته، ممّا يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على تأدية أعماله ووظائفه المختلفة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الوقت أمرٌ طبيعيٌّ يحتاجه الجسم إلّا أنّ الإنسان يُجبَر عليه فلا خِيار له فيه ويتّضح ممّا سبق أنّ النوم إحدى معجزات الله العظيمة لقوله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ
هناك العديد من الآداب التي حثّ عليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبْل النَّوم منها ما يأتي