كيفية قضاء صيام رمضان

الكاتب: مروى قويدر -
كيفية  قضاء صيام رمضان

كيفية  قضاء صيام رمضان.

 

 

صيام رمضان

 

اختلف الفقهاء في تعريف الصيام اصطلاحاً؛ فذهب فقهاء الحنفيّة إلى تعريف الصيام بأنّه الامتناع عن أشياءٍ مخصوصةٍ بشروطٍ مخصوصةٍ، والامتناع يكون عن الطعام والشراب والجِماع، أمّا فقهاء المالكيّة فقالوا: إنّ الصيام هو الامتناع عمّا يتعلّق بشهوات البطن والفرج نهاراً، وما يحلّ مكانهما؛ مخالفةً للهوى وطاعةً لله تعالى، وذلك في غير أيام الحيض والنفاس والعيدين، وذهب فقهاء الشافعيّة إلى أنّ الصيام هو الامتناع عن شيءٍ مخصوصٍ في وقتٍ مخصوصٍ من فردٍ مخصوصٍ، وقال الحنابلة: إنّ الصيام هو الإمساك عن شيءٍ مخصوصٍ في زمنٍ مخصوصٍ، ويعدّ صيام شهر رمضان ركناً من أركان الإسلام الخمسة، وبناءً على ذلك؛ فصيامه فرضٌ على كلّ فردٍ توفّرت فيه شروط الصيام، وقد دلّت على ذلك نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة وإجماع العلماء، كما أنّ الصيام يعدّ وسيلةً من وسائل الحمد والشكر لله تعالى؛ إذ إنّ الامتناع عن الطعام والشراب لمدةٍ زمنيةٍ يعرّف المسلم بفضل الله عليه، كما أنّه وسيلةٌ من وسائل تحقيق التقوى في قلب العبد؛ لأنّه امتنع عن الشهوات طمعاً في رضا الله، ومن الأولى الامتناع عمّا حرّم الله، وفي الصيام كسرٌ للطباع والشهوات، حيث أوصى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الشباب الذين لا يستطيعون الزواج بالصيام.

 

 

الإفطار عمداً في رمضان

 

لا يجوز الإفطار في نهار رمضان إلا بعذرٍ شرعيّ؛ إذ إنّ من الكبائر تعمّد إفطار رمضان والتهاون في ذلك، سواءً أكان ذلك بانعدام أصل نيّة الصيام، أو الإفطار بعد الشروع في الصيام، ومن أقبل على ذلك؛ فالواجب عليه التوبة إلى الله تعالى، وقال بعض العلماء بوجوب القضاء عليه، ونقل بعضهم إجماع العلماء على القضاء، منهم: ابن عبد البر، وابن قدامة المقدسي، ومن أفطر في رمضان جاحداً بوجوب الصيام؛ فهو كافرٌ بإجماع العلماء، إلا أنّ المذهب الظاهري وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن عثيمين ذهبوا إلى القول بعدم القضاء لمن أفطر في رمضان عامداً، ولكن يكثر من أداء النوافل.

 

 

قضاء صيام رمضان..

 

يختلف قضاء رمضان باختلاف حال الشخص الذي أفطر في شهر رمضان، وفي ما يأتي بيانٌ لأحوال المفطرين في شهر رمضان، وقضائهم لفطرهم في رمضان، وما يترتّب عليهم من أحكامٍ وتكاليف شرعيّةٍ.

 

قضاء رمضان للحائض والنفساء

 

إذا أصيبت المرأة بالحيض أو بالنفاس في شهر رمضان؛ فإنّها تفطر، ولكنّ عليها القضاء بعد انقضاء رمضان، نصّ على ذلك العلماء إجماعاً، وقالوا بوجوب القضاء عليها، حيث أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- النساء بقضاء الصيام دون قضاء الصلاة، كما نقلت السيدة عائشة رضي الله عنها؛ وذلك تخفيفاً وتيسييراً من الله تعالى، فالصلاة تؤدى خمس مراتٍ في اليوم والليلة، وفي قضائها مشقّةٌ وحرجٌ على المرأة، فالله -عزّ وجلّ- أسقط الصلاة عن الحائض والنفساء أداءً وقضاءً؛ إحساناً منه ورحمةً، والمرأة تكون عاصيةً لله تعالى بعدم قضاء ما أفطرت في رمضان بسبب الحيض أو النفاس، كما أنّ في ذلك مخالفةً للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ولإجماع العلماء، ولا يجوز للمرأة تأخير قضاء ما أفطرته في رمضان بسبب الحيض أو النفاس؛ وإن حصل التأخير لبعد رمضانٍ آخر، فعليها القضاء مع أداء الكفارة، والكفارة تكون بإطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطرته، وذلك متوقّفٌ على علم المرأة بوجوب القضاء قبل حلول رمضانٍ آخر، وبناءً على ذلك؛ فإنّ الجاهلة تعذر بجهلها، وإن كان التأخير لسنتين فالواجب إطعام مسكينين عن كلّ يومٍ مع واجب القضاء، وإن أُخّر القضاء لثلاث سنواتٍ؛ فالكفارة تكون بإطعام ثلاثة مساكين عن كلّ يومٍ مع القضاء، وهكذا.

 

قضاء رمضان للحامل والمُرضع

 

اختلف العلماء في قضاء من أفطرت من النساء بسبب الحمل أو الرضاعة؛ حيث ذهب الإمام أبي حنيفة إلى القول بأنّ الواجب عليها قضاء ما أفطرت فقط، وقال بذلك أيضاً علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلا أنّ الإمامين الشافعي وأحمد بن حنبل ذهبا إلى القول بأنّ عليهما القضاء فقط إن كان الخوف على نفسيهما، وعليهما القضاء مع إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطرتاه إن كان الخوف على الولد، وممّن قال بذلك: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كما نقل الجصاص، والقول الثالث من أقوال العلماء؛ أنّ عليهما الإطعام فقط دون القضاء، وذلك قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه، إلا أنّ ابن عثيمين قال: إنّ عليهما القضاء فقط؛ قياساً على حال المريض والمسافر.

 

قضاء رمضان للمريض والمسافر

 

يختلف قضاء رمضان للمريض باختلاف المرض؛ فإن كان المرض ممّا يُرجى الشفاء منه، فعلى المفطر بسببه القضاء دون أيّ فديةٍ، وأمّا إن كان المرض ممّا لا يُرجى الشفاء منه؛ فالواجب إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطره بسبب المرض، ومن وجب عليه القضاء فقط، فيجب عليه القضاء بشكلٍ مستعجلٍ دون التأخير لبعد رمضان آخر، وإن حصل ذلك؛ فيجب إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ كما قال جمهور العلماء، وبيان ذلك في قول الله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ ), وأمّا من أفطر في رمضان بسبب السفر؛ فعليه القضاء فقط دون كفارةٍ، ومن الجدير بالذكر أنّ الإفطار بسبب السفر سنّةٌ عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ تيسييراً وتخفيفاً على المسافر، دون تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان آخر؛ فإن حصل التأخير فالواجب القضاء مع إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ.

شارك المقالة:
184 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook