تُعّرف حموضة المعدة، أو حرقة المعدة، أو حرقة الفؤاد (بالإنجليزية: Heartburn) على أنّها ألم يتمثل بالشعور بحرقة في منطقتي الحلق والصدر، ويعّد ظاهرة عرضيّة عند معظم الأشخاص، وتحدث نتيجة ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، الذي يُعّرف بأنّه الممر الذي يعبر الطعام والشراب من خلاله إلى المعدة،، وتُعدّ حموضة المعدة من المشاكل الشائعة خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، ويعود السبب في ذلك للتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل، حيث تسبب هذه التغيرات ارتخاء العضلة العاصرة السفلى للمريء (بالإنجليزية: Lower Esophageal Sphincter)، وهي العضلة الموجودة بين المريء والمعدة، وتكون مغلقة في الوضع الطبيعي لمنع انتقال الأحماض والطعام من المعدة إلى المريء، ثمّ تفتح أثناء عملية البلع حتى يدخل الطعام إلى المعدة، وعند ارتخاء هذه العضلة يرتد الطعام وأحماض المعدة إلى المريء مسبباً الشعور بالحرقة، كما يساهم تمدد الرحم في زيادة الضغط على المعدة، وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور بالحرقة أيضاًومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة لا تشكل خطراً على صحة الأم أو الجنين عادةً، ولكن قد يُرافقها ظهور مجموعة من الأعرض إلى جانب الشعور بالحرقة في الحلق والصدر، ومنها: التقيؤ والتجشؤ، والشعور بالامتلاء والانتفاخ، بالإضافة إلى الشعور بالإعياء والتعب، ومن الجيد ذكره أنّه يمكن التخلص من الأعراض الخفيفة المرافقة لحرقة المعدة من خلال تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي، ولكن في الحالات التي تكون فيها هذه الأعراض شديدة او مستمرة يتم اللجوء إلى علاجات أخرى وذلك تبعاً لنصائح الطبيب وإرشاداته.
كما ذكر سابقًا يمكن علاج حموضة المعدة عند الحامل والتخلص من الأعراض المرافقة لها من خلال تغيير نمط الحياة والعادات الغذائية التي تتبعها الحامل، ويأتي بيان هذه النصائح بالتفصيل أدناه، وإن لم تُجدِ هذه التغييرات نفعاً يتوجب إخبار الطبيب المختص ليوصي بالعلاج المناسب خلال فترة الحمل، ومن العلاجات الدوائية الآمنة خلال فترة الحمل: مضادات الحموضة (بالإنجليزية: Antacids) والألجينات ( بالإنجليزية: Alginates)، حيث إنّ مضادات الحموضة تُعادل حمض المعدة مباشرةً كما أنها تغلف جدار كل من المعدة والمريء، وتتوفر في عدة أشكال صيدلانية؛ فقد تكون على شكل حبوب قابلة للمضغ أو سائلة يمكن شربها مباشرة، أما الألجينات يقوم مبدأ عملها على منع ارتداد الحمض المعدي إلى المريء، كما أنّها تخفف عسر الهضم الناجم عن ارتداد أحماض المعدة، وقد يُوصي الطبيب بأخذ هذه العلاجات في بعض الحالات حتى قبل ظهور الأعراض، وقد يكون ذلك قبل النوم، أو الاستلقاء، أو قبل تناول الطعام.
يجب التنوية إلى ضرورة عدم أخذ مضادات الحموضة دون أن يوصي بها الطبيب، حيث إنّ بعضها يحتوي على عنصر الصوديوم الذي قد يُسبب احتباس السوائل في الجسم، كما أنّ بعضها يحتوي على عنصر الألمنيوم الذي يعّد غير آمن للحوامل، بالإضافة إلى ذلك يتوجب تجنب أخذ مضادات الحموضة مع مكملات الحديد بالوقت ذاته، وذلك لأن مضادات الحموضة تُعيق امتصاص مكملات الحديد، وفي بعض الحالات التي لا تجدي هذه العلاجات نفعاً يصف الطبيب بعض الأدوية الأخرى مثل أنواع مُعينة من مضادات مستقبلات الهستامين 2 (بالإنجليزية: H2-blockers)، ويجدر التنبيه إلى ضرورة تجنب هذه العلاجات خلال الثلث الأول من الحمل.
يمكن التخلص من الأعراض المرافقة لحموضة المعدة خلال الحمل بتغيير النمط الغذائي التي تتبعه الحامل، وفي سياق هذا الحديث يُنصح بما يأتي:
بالإضافة إلى ضرورة تغيير النمط الغذائي خلال فترة الحمل للسيطرة على مشكلة حرقة المعدة، يُنصح أيضًا بتغيير بعض العادات اليومية التي قد تؤثر سلباً في الحمل عامة وفي حرقة المعدة خاصة، ومن هذه العادات نذكر الآتي:
"