كيف يمكن تحقيق التماسك الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة

الكاتب: علا حسن -
كيف يمكن تحقيق التماسك الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة.

كيف يمكن تحقيق التماسك الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة.

 

الأسرة في الإسلام

كانت الأسرة قبل الإسلام قائمةً على الرجال، بتهميش دور المرأة، وعدم الاعتراف بها، ومن صور الظلم والتعسّف الذي كان يلحق المرأة في الجاهلية، إلحاقها بالولد الأكبر للزوج عند وفاة زوجها، فيفرض الابن سلطته عليها، بأن يتزوجها أو يمنعها من الزواج، ويتحكّم بها مع عدم احترام كرامتها، كما كان الميراث من حقّ الرجال دون النساء، والسبب في ذلك أنّ النظر إلى المرأة كان من جانب إلحاق الخزي والعار، لورود احتمال السبي لها، أمّا الأسرة الكبيرة أو القبيلة كانت تُناصر بعضها ولو كانت النصرة ظلماً وباطلاً، إلى أن جاء الإسلام وألغى كلّ ذلك، وأعطى كلّ صاحب حقٍّ حقّه، وحرص حرصاً شديداً على ترابط الأسرة وتماسكها، وذلك بإعطاء كلّ فردٍ منها الدور الخاص به، فحرص على إكرام المرأة، سواءً كانت أمّ، أو بنت، أو زوجة، وجعل لها نصيباً من الميراث، وجعل لها حقوقاً كحقوق الرجال في الكثير من الأمور، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّما النساءُ شقائقُ الرجالِ)وأعطى المرأة الحرية في اختيار الزوج، وأوكل لها المهمة الكبيرة في تربية الأبناء، إلّا أنّ تربية الأبناء من المسؤوليات المشتركة بين الأم والأب، وفي المقابل حرص الإسلام على حثّ الأبناء على تقدير الوالدين، واحترامهما بغرس مبدأ الاحترام والتقدير في نفوسهم، كما أنّ الإسلام حثّ على الزواج، وحذّر من اختلاط الرجال بالنساء، حرصاً على الطهارة والعفّة

العامل الاجتماعي

يتمثّل العامل الاجتماعي بتحقيق مجموعةٍ من العوامل التي تؤدي له، وهي: أنّ على كلّ فرد من أفراد الأسرة حقوقه وواجباته، وبذلك يكون كلّ فردٍ بما عليه من المهام والوظائف المتعلقة بالأسرة، دون ضغطٍ أو حمل بعض الأفراد أعباءً ليست من شأنهم، وبذلك تزيد الأسرة من تماسكها وترابطها، ومن العوامل الاجتماعية المؤثرة على ذلك شعور كلا الزوجين بأهمية ومكانة العلاقة بينهما، وما لها من دورٍ بالغٍ في استقرار الأسرة، مما يؤدي إلى إنشاء علاقاتٍ جديدةٍ لكلا الطرفين، ومن العوامل الاجتماعية أيضاً فهم التفضيل الإلهي، وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً، وتكليف الرجل بمهمة رعاية المرأة، والحرص عليها، وحمايتها، والإنفاق عليها، ومعاملتها بإحسانٍ، والاشتراك معها في اتخاذ القرارات التي تتعلّق بالمنزل، وبذلك تتحقق الشورى التي يقوم عليها مبدأ القوامة، كما أنّ الاختلاف بين الزوجين القائم على تقبّل الآخر، مع الحرص على تحقيق التوافق له أثراً كبيراً في الاستقرار الأسري، حيث أكّد معظم الباحثين أنّ الخلافات بين الزوجين تظهر في السنوات الأولى من الزواج، وتخصّ منها السنة الأولى، وذلك يعتمد على تحديد معايير وأسس الاختيار عند كلا الطرفين تحديداً جيداً، فالاختيار الناجح يؤدي إلى الرضا والقبول بين الطرفين.

 

العامل الاقتصادي

يتحقّق الاستقرارالاقتصادي للأسرة بتحقيق دخلٍ اقتصاديٍ يلبّي حاجات الأسرة الأساسية، من الطعام، والشراب، والمسكن، والملبس، وإن كانت الأسرة عاجزةً مادياً عن توفير حاجتها فذلك يؤدي إلى الشعور بالحرمان، ممّا يؤدي إلى اضطراب العلاقات الأسرية، وزيادة المشاكل والصراعات بينها، ويمكن الحدّ من ذلك بتكاتف جهود أفراد المجتمع للحدّ من مشاكل الفقر والبطالة، وتوفير الحاجات الأساسية من الطعام، والمسكن، والخدمات التعليمية والصحية، والواجب على كلّ أسرةٍ أن تلبيّ الحاجات الأساسية لها، ثمّ النظر في الكماليات من الأمور، وذلك بتقديم الأولويات على غيرها.

 

شارك المقالة:
104 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook