يُعرّف الوضوء بأنّه طهارةٌ مائيّةٌ متعلقةٌ بالوجه، واليدين، والرأس، والرجلين، وقد ثبتت مشروعيته في الإسلام بعدد من الأدلة، منها ما هو من القرآن الكريم، كقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)، ومنها ما هو من السنة النبوية الشريفة كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يقبلُ اللهُ صلاةَ أحدِكم إذا أحدثَ حتى يتوضأَ)، ومنها ما هو من الإجماع؛ حيث انعقد إجماع المسلمين منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا على مشروعية الوضوء، ممّا جعله من أمور الدين المعروفة بالضرورة، ويتركّب الوضوء في حقيقته من فرائض وأركان، فإذا تخلّف أحدها لم يتحقق ولم يعتدّ به في الشرع، وأوّلها النيّة، ويراد بالنيّة الإرادةُ المتوجهةُ إلى الفعل، ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، وهي تُعدّ من الأعمال القلبيّة التي لا علاقة لها بتلفّظ اللسان، وثانيها غسل الوجه مرةً واحدة، ويُراد بذلك إسالة الماء عليه، ويبدأ حدّ الوجه من أعلى الجبهة إلى أسفل اللحيين بالطول، ومن شحمة الأذن إلى شحمة الأذن الأخرى بالعرض.
ومن فروض الوضوء أيضاً غسل اليدين إلى المرفقين، والمرفق هو المفصل الذي يربط بين عضد الإنسان وساعده، ويدخل المرفقان فيما يجب غسله لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، فلم يرد عنه أنّه ترك غسلهما عليه السلام، أمّا الفرض الرابع فهو مسح الرأس، ويُراد بالمسح الإصابة بالبلل، فهو يتحقّق بحركة العضو الماسح على العضو الممسوح وليس بوضع اليد أو الإصبع على العضو الممسوح فقط، ثم يأتي الفرض الخامس بغسل الرجلين مع الكعبين، ويعدّ ترتيب هذه الفروض أثناء الوضوء فرضاً سادساً له، أمّا سنن الوضوء فكثيرة، منها التسمية عند البدء به، ومنها استخدام السواك عنده، ومنها غسل اليدين في بداية الوضوء ثلاث مرات، ومنها المضمضة والاستنشاق مع الاستنثار ثلاثة أيضاً، ومن سنن الوضوء كذلك تخليل اللحية بالماء، وكذلك تخليل الأصابع، كما يُسنّ للمتوضئ أن يُثلِّث الغسل في أعضاء الوضوء، ويحرص على التيامن فيه، ومن سنن الوضوء أيضاً الدلك؛ ويراد به إمرار اليد على العضو مع الماء أو بعده.
الأصل الواجب على المريض أن يتطهّر بالماء من خلال الوضوء إذا أحدث حدثاً أصغراً، ومن خلال الغُسل إذا أحدث حدثاً أكبراً، فإن لم يستطع التطهّر بالماء لعجزه عن ذلك، أو الخشية من زيادة مرضه، أو تأخر شفائه جاز له أن يتيمّم، وفيما يأتي بيان كيفية تيمّم المريض وما يتعلق بذبك من أحكام بالتفصيل:
للوضوء نواقض تبطله، بعضها مما اتفق العلماء عليه وبعضها مما اختلفوا فيه، وفيما يأتي بيانها:
موسوعة موضوع