ليس من نافلة القول أنّ شهر رمضان شهرٌ اختصّه الله -تعالى- ليكون موسماً للرّحمات؛ فهو شهرٌ عظيم مُباركٌ يفتح الله -سبحانه- فيه أبواب الجنّة، ويُغلق أبواب النار، وفي هذا الشهر الفضيل يجتهد المسلمون في تحصيل مغفرة الذنوب، فقد جاء في الحديث الصحيح أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقال أيضاً: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)، وعبادة الصوم عبادةٌ خالصةٌ بين العبد وربّه، ففيها يتجلّى مقام المراقبة والإحسان في قلب العبد الصائم، وفي هذا يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (كلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ لَه إلَّا الصَّومَ، فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِه، ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسك)، وممّا يؤكّد فضل الصيام أنّه سببٌ من أسباب تحصيل الشفاعة عند لقاء الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة، فقد جاء في الحديث أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ)، ويتجدّد الفرح بالطاعة عند عموم الصائمين عندما يعلموا إنّ صيام يومٍ في سبيل الله يضمن لهم مباعدة وجوههم عن النار سبعين خريفاً، فقد صحّ أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما منْ عبدٍ يصومُ يوماً في سبيلِ اللهِ، إلَّا باعدَ اللهُ بذلكَ اليومِ وجهَهُ عن النَّارِ سبعينَ خريفاً)، وليس أدلّ على فضل هذا الشهر العظيم وأجر الصائمين فيه من أنّ الله -عز وجل- اختصّ الصائمين في الآخرة ببابٍ لهم دون غيرهم، يدخلون منه إلى حيث منازلهم في الجنّة، اسمه: باب الريان، وعند اقتراب هذا الشهر الكريم يكثرُ التساؤل عن كيفية القُرب من الله تعالى، وعن أنواع وطُرُق الطاعة فيه، وهذا الموضوع يتناول هذه المسألة بالبحث وشيءٍ من التفصيل.
كثيرةٌ هي الأعمال الفاضلة التي يجدر بالمسلم الاجتهاد فيها في شهر رمضان المبارك، ولعلّ أوّلها وأولاها الصوم، ويحسن بالصائم أنْ يجهد نفسه بالخروج من دائرة الصوم عن المفطرّات إلى الصوم عن كلّ ما يغضب الله تعالى، وعلى المسلم أنْ يعي دلالة قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلّا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ)، ومن الأعمال الصالحة والقربات التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في تحصيل أجورها ما يأتي:
تشرع العديد من العبادات في شهر رمضان المبارك، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:
تشرع العديد من العبادات الاجتماعية في رمضان المبارك، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:
موسوعة موضوع