إنّ الحب صفةٌ من صفات الله تعالى الفعلية، فهي تتعلق بأفعاله التي إن شاء فعلها، وإن شاء تركها، والحب الذي يوصف به الله تعالى، ليس كحب العباد، بل هو حبٌ يليق بجلال الله تعالى، فكما أنّ ذات الله العليا ليست كذات العباد، فكذلك صفاته، فإنّ حبّ الله ثابتٌ في نصوص الكتاب والسنّة، ويجب الإيمان بثبوت ذلك، ووجوده، مع عدم علم كيفيته، إلّا أنّ العبد يلمس أثر حب الله تعالى، ومن الآثار والعلامات الدالّة على حب الله -تعالى- لعبدٍ من عباده: أن يكون العبد متواضعاً للمؤمنين، وشديداً وغليظاً على الكافرين، وقد ورد هذا الوصف لمن يحبهم الله -تعالى- في القرآن الكريم حين قال تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) وورد في صفاتهم أنّهم يجاهدون في سبيل الله عزّ وجلّ، بأموالهم، وأنفسهم، ولا يخافون في ذلك لومة أحدٍ، حيث ورد ذلك أيضاً في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ)وإنّ الله سبحانه إذا أحبّ عبداً، وضع له القبول في الأرض، فكان ذلك دلالةً على حبّ الله تعالى للعبد، وبذلك يحبه الناس، ويُقبلون عليه، ويهابونه، ويميلون بقلوبهم نحوه
لا بدّ للعبد من معرفة ما يحبه الله تعالى، من أقوالٍ، وأفعالٍ، فيكثر منها، ويلتزمها ويحافظ عليها، حتى يحصل الإنسان على حب الله عزّ وجلّ، ويستحقه، ولا بدّ للعبد كذلك أن يعرف ما يكرهه الله عزّ وجلّ؛ ليجتنبه ويبتعد عنه.
فيما يأتي بيان بعض ما يحبه الله تعالى، من أقوالٍ وأفعالٍ وأعمالٍ قلبيةٍ:
أمّا ما يكرهه الله -تعالى- من الأفعال والأقوال، فلا بدّ من اجتنابها؛ لتحقيق محبة الله للعبد، وفيما يأتي بيان بعضها: